بالتعاون بين المكتب التنفيذي للجمعية الخليجية للإعاقة بسلطنة عمان والجمعية العمانية للإعاقة السمعية أقيمت مساء يوم الأثنين 3/8/2015بشركة عمانتل حلقتي نقاش تهدف الى تعزيز الدعم النفسي للصم الطلبة المبتعثين إلى  الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إختيار نماذج متميزة دراسيا ومشرقة مستقبلا من الطلبة العمانيين السامعين الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية حقبة الثمانيينات والتسعينات من القرن الماضي فعادوا إلى الوطن محملين بالثقافة والعلم والفكر وساهموا في بناء أنفسهم والمجتمع والوطن وأصبحوا ذا مكانة مرموقة ومتميزة في المجتمع ، الهدف من ذلك تقديم نموذج عملي من الطلبة السامعين المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكون مثلال يحتذى به للطلبة الصم  المبعثين للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية ومن الذين تم إختيارهم كنماذج عملية ﻹستعراض قصص كفاحهم في طلب العلم خارج السلطنة هما :- الدكتور/ غالب بن سيف الحوسني (نائب المدير التنفيذي للموارد البشرية بشركة عمانتل) والأستاذ /فهد بن عبدالوهاب الرئيسي (رجل أعمال) ، فقد إستعرض الدكتور غالب مسيرة حياته العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية داعما المحاضرة بالصور من واقع حياته الدراسية وتم الإعتماد في المحاضرة على الصور لتكون باقية في ذاكرة الطلبة الصم  حيث ركزت على محاور أهمها :-
1- نبذة مختصرة عن المراحل الدراسية (البكالريوس والماجستير والدكتوراه )  وعدد السنوات التي قضاها في خارج الوطن .
2- صعوبة إكتساب اللغة الإنجليزية في بداية مشوار الحياة الدراسية وطرق التغلب عليها.
3-التعايش مع الثقافات والأديان المتعددة والحفاظ على تعاليم الإسلام في نفس الوقت ، وأهمية إحترام القوانين والأنظمة في جميع مجالات الحياة .
2-أهمية المناشط الرياضية والثقافية ودور إتحادات الطلبة الجامعية وجمعيات الطلاب الثقافية في التعريف بالهوية العمانية وبناء الشخصيات القيادية.
3-أهمية الإعتماد على النفس وتحمل صعوبات الحياة في التغذية والمرض وغيرها من الظروف الطارئة.
4-أهمية الترويح عن النفس لخلق نوع من التوازن الداخلي للطالب وذلك بالإستمتاع بما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية من تنوع وثراء في البيئات الطبيعية السياحية.

بعدها إنتقل الدكتور غالب لسؤال الطلبة الصم / أهم الطموحات التي رسمها كل طالب في حياته ؟؟ وما هو السبيل لتحقيق هذه الطموحات ؟؟
وعقب أحد أولياء أمور الطلبة الصم الذين رافقوا أبناءهم على محاضرة الدكتور غالب :" أنظروا يا أبنائي إلى حياة الدكتور غالب بداية حياته الدراسية صعبة و مرة ونهايتها كالعسل "
أما الأستاذ: فهد بن عبد الوهاب الرئيسي (رجل أعمال)  فقدم حلقة نقاش وبين الطلبة الصم  عن الحياة الدراسية في الولايات المتحدة الأمريكية و كيفية الموازنة المالية وتأثير العلم على رفع المستوى الإقتصادي للإنسان ، وأعتمدت نقاشه على التحليل المنطقي لتأثير العلم والصبر والعبادة وأهمية كلمة "إقرأ" في حياة البشر ، ودور تنفيذ عبادة القراءة وطلب العلم في تحقيق متطلبات الحياة من مسكن وتغذية وشراء ما يرغب به فإما أن يصل إلى تحقيق الرغبات ذات مستوى عالي من الرفاهية وإما أن يحقق الحد الأدنى من المتطلبات وضرب مثال على ذلك ما نوع السيارة التي يحلم بها كل طالب منهم ؟؟فتعددت الإجابة والكل يحلم بشراء نوع من السيارات الفارهة ذات قيمة عالية وربط جواب الطلبة بالجهد العالي في الدراسة وبين الطالب الكسول فإرتفاع قيمة مايحلم به الإنسان مرتبط بإرتفاع ما يبذله من جهد في تحقيق الهدف فلابد من إرتفاع الجهد المبذول في الدراسة. وربط الأمر بحياةالقائد الوالد جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله وسفره لتحصيل العلم ومثابرته في ذلك وشكل في شخصيته الكثير من الصفات كقوة التحمل والصبر والتعايش السلمي مع الكل . وفي نهاية نقاشه سألهم لماذا نحن نهتم بكم أيها الطلبة الصم ؟؟ ماذا ينتظر المجتمع العماني من الطلبة الصم بعد تخرجهم من الدراسة الجامعية في المستقبل ؟؟  فهذا النقاش ولد في نفوس الطلبة الصم المبتعثيم الحماس وجدد في نفوسهم الهمة لأجل طلب العلم وتحمل الصعاب .
وأنتهز مجموعة من الطلبة الصم  الفرصة  معبرين بلغة الإشارة عن شكرهم العظيم لجهود الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العالي لتدريسهم في أفضل الكليات في العالم المتخصصة في تعليم أشخاص ذوي الإعاقة السمعية وبعدها قام أولياء أمور الطلبة الصم بالتعبير عن إرتياحهم للأثر البالغ الذي ﻵحظوه في وجوه أبناؤهم الصم  لمحاضرة الدكتور غالب الحوسني والأستاذ فهد الرئيسي وشركهم البالغ لشركة عمانتل التي إحتضنت في أروقتها هذه المحاضرة وحلقة النقاش وما أبداه المسؤولين من إستعداد لدعم الطلبة الصم المبتعثين بإعتباره مسؤولية إجتماعية. الجدير بالذكر أن هذه المجموعة من الأشخاص الصم تعد الدفعة الأولى للدراسة في جامعة جالوديت وهي من أعرق الجامعات على مستوى العالم للصم وتعمل الجمعية العمانية لذوي الاعاقة السمعية بالتعاون مع المكتب التنفيذي للجمعية الخليجية للإعاقة بالسلطنة على متابعة الدارسين من الصم في الخارج وتسعى إلى تثقيف وتوعيتهم بكل ما يمكنهم من تحقيق أفضل النتائج الدراسية.