|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
دعم المعاقين في الإمارات . . فلسفة المساواة
ضربت الإمارات مثلاً يحتذى من خلال مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،: "الإعاقة ما كانت أبداً سبباً في عدم إبداع وتميز المصابين بأي نوع منها، خصوصاً إذا كان العقل سليماً" . وتلخص المقولة فلسفة الدولة في التعامل مع قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعكس النظرة الإنسانية التي يتناول بها المسؤولون هذا الشأن، والمنطقية أيضاً، تجاه من يعانون إعاقة لا ذنب لهم فيها ولم يخترها أحدهم ولا تؤثر في أدائه العقلي والنفسي، بل ربما يتخذها دعامة يرتكز عليها لتدفعه إلى تحقيق أحلامه مثل أي شخص سوي .
تأهيل بهدف الدمج أمينة الرفاعي، مديرة دار واحات الرشد تقول: "الدار إحدى دور الإيواء والرعاية الاجتماعية، وهي أول دار في الوطن العربي لإيواء الشباب من المرضى النفسيين والمعاقين المحرومين من الرعاية الاجتماعية، بهدف تأهيلهم وإعادة دمجهم، وذلك عن طريق البرامج التنموية والخدمات النفسية والمعيشية والصحية للمقيمين في الدار من خلال برامج متنوعة ومتكاملة في مجالات مختلفة، وعدد المعاقين وصل إلى ،5 إعاقة ذهنية تتراوح بين البسيطة والمتوسطة والشديدة، وتم ترشيح عدد منهم لتشغيلهم بعد أن تم تدريبهم داخلياً في الإدارة كل حسب قدراته وميوله، كمندوب وبائع ومشرف وموظف بدالة، وحالياً لدينا نماذج يتدربون في بريد الإمارات، وبمجرد أن يثبتوا كفاءتهم سيتم تعيينهم . وتؤكد أن دمج المعاق لابد أن يتم من خلال خطة علاجية توضع من قبل المختصين، يتم فيها تحديد الأهداف والمدة الزمنية للتطبيق، والتعرف إلى نوع المشكلات التي تعيق دمجهم في المجتمع، ووضع آليات وإجراءات للوصول للأهداف، وتوضح أن الدمج يتحقق عندما يكون المعاق قادراً على الاستقلال الكلي، ولا يعتمد على الآخرين، وهذا يتطلب تعاون الأهل والجهات المجتمعية لمساندة الدمج . حيدر طالب: نبحث عن بنية تحتية صديقة لا يعلو على صوت الإرادة أي صوت، شعار ذوي الإعاقة، ليحققوا طموحاتهم، ويصلوا إلى مناصب قيادية، ويقودوا فريق عمل بكل حب وعطاء . تجربة حيدر طالب "عضو مجلس إدارة نادي ثقة للمعاقين، ومدير عام مشروعات الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة، ومدير المكتب الإقليمي للاتحاد العالمي للمعاقين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" المصاب بشلل الأطفال منذ الطفولة، جعلت منه قائدا لفريق عمل من الأصحاء والمعاقين، ويعتمد في قيادته على روح الفريق الواحد في الأسرة الواحدة، ويمنح جميع العاملين الثقة مع بعض التوجيهات والمتابعة، ويقول: "فريق العمل 50% من الأصحاء، و50 % من ذوي الإعاقة، والكل يبدع ويقدم، لمصلحة العمل، والابتكار لإيجاد حلول لذوي الإعاقة، وتفعيل عملية الدمج بمبادرات فعلية" . وعن رحلته، يقول: "أصبت بشلل أطفال في عمر 4 سنوات، ونقلوني إلى مصر والكويت ولندن لتلقي العلاج، واستمررت في تلقي تعليمي في مدارس لم يكن بها البيئة المؤهلة لذوي الإعاقة، وكانوا يحملوني للطابق الثاني لحضور المختبرات لأنني اخترت بالقسم العلمي، وبعد التخرج التحقت بجامعة في الولايات المتحدة ودرست تحليل أنظمة كمبيوتر، وكنت استخدم العكاز وفي الفترة التي كانت تسقط فيها الثلوج وأسقط يومياً أكثر من مرة، وبعد رحلة الدراسة، بدأت البحث عن العمل، وبدأت الحياة العملية في مجموعة شركات عيسى القرق، وأشكره على دعمه لي وإيمانه بقدرتي، ومن ثم في بلدية دبي، وبعدها بدأت مشروعي الشخصي ولم أتوفق، ومن ثم بدأت رحلتي في نادي الثقة، وفي عام 2008 كان عام التحدي في الدخول إلى موسوعة غينيس، وذلك من خلال تعديل الكرسي، الذي استعمله بأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، واستطعت قطع مسافة 154 كيلومتراً، من الشارقة إلى أبوظبي في 12 ساعة على الكرسي . وعن طموحه، يقول: "أن تكون الحياة مفتوحة أكثر لذوي الإعاقة، ولا يواجهون صعوبة في الحصول على مطالبهم وحقوقهم، وتكون البنية التحتية صديقة لهم، حيث أنه رغم التطور مازال هناك قصور في بعض المباني والخدمات، ونجد أن قانون ذوي الإعاقة ينص على وجود لجان، ولكن أتساءل من يراقب تلك اللجان؟ هل وزارة الشؤون الاجتماعية من تراقب أم مجلس الوزراء؟، وفعليا نجد أن القوانين لم تطبق فعليا 100% . قصص مختلفة وهدف واحد رحلة طويلة لتحقيق المعجزة الأعضاء قد تعاق، والحركة قد تكون محدودة، إلا أن إرادة الإنسان وهمته تبعث في كل عضو قوة للانطلاق في الحياة، ليتحرك بعيداً عن التشاؤم، ويرفع شعار التميز والتفاؤل، وهذا ما وجدناه في نماذج من ذوي الإعاقة، الذين أبدعوا وتألقوا في مواقع أعمالهم، بإصرار وعزيمة، وحصلوا على جوائز عجز غيرهم عن الحصول عليها، وجدوا في رحلة التحديات دافعاً للتميز والتفوق، محتضنين بين ضلوعهم آمالاً يريدون تحقيقها، وطموحاً يتجاوز حدود الزمان والمكان، فالإعاقة ولدت لديهم الرغبة في الإبداع والرقي بأنفسهم نحو القمة . لم تقف الإعاقة في طريق حمد هزاع الدرمكي "رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للصم، وموظف في دائرة الكهرباء والماء"، الذي استطاع إكمال تعليمه والحصول على شهادة علوم كمبيوتر من أمريكا، وحصل على جائزة أبوظبي، وبملاحظاته وسفراته استطاع تأسيس جمعية الإمارات للصم، لتكون بمثابة البوابة للتعبير عن صوتهم، وتوفير فرص عمل لهم . وعن الجمعية يقول الدرمكي: "واجهت الكثير من التحديات في بداية التأسيس، إذ لا يتوافر مترجمون لغة إشارة، والقوانين كانت معقدة، ولم يكن الأصم قادراً على إيصال أفكاره وصوته، وأنشئت الجمعية بهدف خدمة هذه الفئة في كل أنحاء الدولة في ،2010 ونركز النشاطات لفئة الصم وكل المتعاملين معهم من أولياء الأمور والمدرسين والمترجمين، ونهتم بالتعرف عليها ومالها وما عليها في المجتمع، خاصة أنه في مجال العمل لا تؤمن الجهات بقدرات الأصم، وبدأت الجمعية بعضوين أنا وأختي، وحالياً بلغ عددهم 300 عضو . ويشير إلى أن بعض القوانين الخاصة بذوي الإعاقة لم تطبق فعلياً على أرض الواقع، النصوص صدرت والكتيبات وزعت، والمؤتمرات والندوات نظمت، ولكن ليس هناك من يسعى إلى تطبيق القانون، خاصة لفئة الصم . ويضيف: "لا يتوافر مترجمون لغة إشارة في المؤسسات الحكومية، ولا توجد خدمة "كول سنتر" في الاتصالات للتواصل مع الآخرين بالفيديو، ومازلنا نعتمد على أهالينا في كثير من الأمور، ونتمنى توفير مترجمين لنتواصل مع المجتمع" . تغلبت عائشة بلال "معلمة" على كافة التحديات التي واجهتها، وأثبتت كفاءاتها في أداء مهامها، وما جعلها تواصل رحلة العمل 16 عاماً بتفان وإتقان، رغم إصابتها بشلل الأطفال منذ الطفولة، وتقول: "الدعم الحقيقي الذي تلقيته من أسرتي جعلني قادرة على المواصلة والنجاح، وتجاوز كل التحديات والتعب، وإكمال تعليمي في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، لأعمل مباشرة بعد التخرج في مجال التدريس، وانقل أسمى رسالة لجيل المستقبل، ورغم معاناتي مع المرض ومسؤوليات الأسرة وتربية ابنتي إلا أني مستمرة في مجال العطاء" . أثبت سيف سعيد المصاب بالإعاقة الذهنية جدارته بالعمل، ليرتقي بشكل مستمر في وظيفته، من خلال عمله في مجموعة الصحراء، وهي شركة محلية، ويعتبرها بيئة العمل المناسبة لتحفيزه على الإنتاجية . ويقول: "العمل منحني الفرصة الحقيقية، وبيئة العمل مناسبة، خاصة في ظل وجود ساعات العمل المرنة، وأزرع كافة الأنواع من البذور، وأعمل يومياً بحب في الزراعة، وبدأت العمل منذ عام ،2006 واستطعت التغلب على كافة التحديات، وشاركت في زراعة العديد من المؤسسات والمدارس على مستوى الدولة" . الحديث عن تجربة صالح اليعربي متشعب وطويل، لأن الحياة بالنسبة له رحلة كفاح، تتطلب الصبر على تحقيق الأحلام، وبرأيه أن تحديد الأهداف أحد العوامل المهمة في حياة كل إنسان يعيش وفق متطلبات الأحداث التي عليه مواجهتها، ويقول: "في منظومة حياتنا، نتعلم من تجارب من سبقونا، بين النجاح والفشل، فمن تلك التجارب، نتعلم كيف نخوض تجاربنا الشخصية، ولنا في شواهد التاريخ من تلك التجارب ما لا حصر له . وعن تجربته مع القراءة، يقول: "أجمل تجربة ، بسلاح الصبر وعزيمة الإيمان، التي وهبني إياها المولى سبحانه وتعالى، فمع القراءة المتنوعة أمضيت، ولا زلت أعيش معها، أجمل اللحظات، فمع هذا العالم الجميل الممتع والمفيد، فالقراءة علمتني وأكسبتني المعرفة، حيث انطلقت بها إلى عالم العلم والأدب بشتى صنوفه، وهكذا، كان ولا زال الكتاب مؤنسي ورفيقي في شدة آلام ومضاعفات الإعاقة، وبالتأكيد أعظم كتاب قرأته وأحرص على قراءته بشكل يومي والحمد لله، هو القرآن الكريم، فهو مدرستي الأولى التي علمتني معنى الصبر وحلاوة الإيمان، تعاملت مع ظروف الحياة وتجلياتها بشكل إيجابي وبروية وحكمة، فلم تأخذني القسوة، ومن جانب آخر، أكسبتني القراءة المتنوعة، الدخول إلى عالم الكتابة ذات المضامين المتنوعة الثقافية، الأدبية والاجتماعية، أكتب وأنشر بشكل أعمدة ثابتة في بعض الصحف والمجلات المحلية، كما دفعتني حصيلتي المعرفية، لمواصلة دراستي الجامعية بعد توقف طويل لمدة بلغت 28 عاما، أمضيتها مع القراءة . وحصيلتي أهلتني لمواصلة دراستي الجامعية والتي من خلالها حصلت على شهادتي البكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية، والماجستير في إدارة الأعمال، من جامعة الحصن بأبوظبي" . ويضيف:" الإنجازات التي حققتها لا بأس بها، وأطمح لتحقيق المزيد منها، وأعتبر أكبر وأعظم إنجاز حققته هو حصولي على درجة الماجستير، وأكبر تكريم حصلت عليه هو وسام جائزة أبوظبي 2009م وتكريمي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،كما حصلت على العديد من الجوائز كجائزة رواق (عوشة بنت حسين الثقافي) في دبي، إضافة لحصولي على الكثير من الشهادات التقديرية من العديد من المؤسسات الثقافية بالدولة" . وجد سلطان عيسى "موظف في المنطقة الحرة في مطار دبي" الكثير من التحديات عند البحث عن العمل، ولكنه أصر على البحث عن فرصة وظيفية، وإكمال تعليمه، عن رحلته، يقول: بحثت لفترة عن وظيفة ولكن لم أجد، إلى أن سمعت عن برنامج توظيف ذوي الإعاقة من قبل هيئة تنمية المجتمع، وقدمت أوراقي، وكانوا حريصين على تدريبي من خلال الدورات المخصصة، وبفضل الله تم قبولي في أول وظيفة تقدمت لها، وأكملت حالياً 3 سنوات في العمل، وأكمل دراستي في الفترة المسائية، وللأسف تركت الدراسة لفترة بسبب انشغالي بالعمل، وارتباطي في الفترة المسائية بالرياضة . تخرجت الكفيفة مهرة الظاهري "ضابط أنشطة رئيسي في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية" في جامعة الإمارات من تخصص علاقات عامة، وحصلت على الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في دبي، ولم تتوانى لحظة عن تحقيق التميز في عملها، حتى حصلت على جائزة أبوظبي للأداء والتميز الحكومي، وشعورها بالفوز بهذه الجائزة شعور فخر واعتزاز، إضافة إلى ذلك حصلت على تكريم المميزين في المؤسسة، ومنذ طفولتها وهي متفوقة في الدراسة ويتم تكريمها باستمرار، لأنها ترفع شعار التميز والتفوق في كل خطوة تخطيها، وتقول: قررت ترشيح نفسي للجائزة لأني لم أجد أية فروق بيني وبين من تقدم للحصول على الجائزة، ووجدت الدعم من جميع المسؤولين وتشجيعهم لي لاستحقاق الجائزة، ورغم أني واجهت الكثير من التحديات في رحلتي، إلا أني استطعت أن أذوب كل تلك الحواجز، وأثبت للآخرين قدرتي على التميز والعطاء والدراسة والعمل، وأطمح للوصول إلى مناصب عليا أشرف فيها دولتي، وأسعى للحصول على الدكتوراه . وجد سيف الفلاسي "موظف في شرطة دبي" صعوبة في التأقلم مع الدراسة الجامعية في سنته الأولى، ولكن التحدي جعله يجتهد ويتخرج في أكاديمية شرطة دبي تخصص قانون، رغم أن حلمه كان دراسة الهندسة النووية، ولكنه أيقن أن العمل في هذا المجال صعب ولا يناسبه، ويعتبر الفلاسي أول طالب كفيف انضم للأكاديمية، وعن تجربته، يقول: اعتمد على تسجيل المحاضرات ومن ثم كتباتها على الكمبيوتر، والدراسة، وفي المنزل الوالدة تقرأ لي، وكانت هذه الطريقة الأنسب بالنسبة لي، وما اعتز به في الأكاديمية أنه تم التعامل معي كالآخرين من دون تمييز، لأجد الصرامة والجدية في التعامل وهذا ما أردته، واستطعت الحصول على شارة التميز من قيادة شرطة دبي، وأفخر بهذا النجاح، وطموحي لا يقف عند حد، لأني سأكمل دراستي للحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه، وسأكمل في مجال خدمة الشرطة" . أثبت راشد المرزوقي "تنفيذي الرعاية المجتمعية في هيئة تنمية المجتمع" يعاني من إعاقة حركية، ذاته في وظيفته، واستطاع إكمال رحلته العملية بجدية وانتظام وإصرار على التميز، وبدأ حياته الدراسية في مركز دبي للرعاية الخاصة، ولأن الشهادات لم تكن معتمدة، لم يستطع إكمال دراسته الجامعية، والتحق بدورات مختلفة لتعلم المهارات الوظيفية المختلفة، حتى أصبح مسؤولاً عن تطبيق قانون حماية ذوي الإعاقة في الهيئة، ويقول: "الحياة العملية فرصة حقيقية لإثبات الذات، واستطعت رغم التحديات الحصول على وظيفة، ونتمنى الاهتمام بالمناهج في مراكز التأهيل ومعادلة الشهادات حتى يمكننا إكمال تعليمنا الجامعي" . تعاني إيمان عبدالله "موظفة" من شلل نصفي منذ الطفولة، ولكنها استطاعت التغلب على كافة التحديات، لتعمل في وزارة الخارجية، ولم تشعر إطلاقا بأنها مختلفة عن الآخرين، بل اجتهدت وتغلبت على كافة التحديات بنظرة تفاؤل وإصرار، وتقول: "طموحي كبير، ورغباتي كثيرة، وسأسعى إلى إكمال تعليمي، وتطوير ذاتي لأتميز في العمل" . أحلام لم تكتمل أحلام وآمال كبرت معهم يوماً بعد يوم، والأمل موجود مهما طال الزمان، فرغم كل القوانين التي أصدرتها الدولة لحماية حقوق ذوي الإعاقة وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتوفير فرص مساوية لهم مع أقرانهم، وطرح مبادرات من شأنها تسهم في دمجهم، إلا أنه مازالت هناك مطالب لدى ذوي الإعاقة لم تطلها أعين المسؤولين، وأصبحت حبيسة في صدورهم، وتساؤلات كثيرة تحيرهم، ورغبات أكيدة يريدون الحصول عليها . في هذه السطور نعرض مجموعة من هذه المطالب حتى ينال المعاق حقه في السكن والوظيفة والخدمات والمرافق . بدور سعيد الرقباني، مدير ومؤسس مركز كلماتي للنطق والتواصل، لديها ابنة في السابعة من العمر من فئة الصم، وواجهت مشكلة منذ البداية في تشخيص المرض، واعتبرت أن الخطة العلاجية لم تكن واضحة، واضطرت للسفر إلى الخارج لتشخيص حالة ابنتها، وأدركت حينها أهمية التدخل الصحيح في المرحلة الأولى من حياة ابنتها، لترفع من قدراتها لتوازي أقرانها، خاصة أن ابنتها تعاني مشكلة في الأعصاب، وتقول: "ألحقتها بمدرسة خاصة ومعها مترجم لغة إشارة، ورغم أن هناك قانوناً صادراً لذوي الإعاقة يؤكد أحقية حصول الأصم على مترجم وأحقيته بالتعلم، لكن ندرة وجود تخصص ترجمة في كلياتنا، أدى إلى عدم وجود مترجمي لغة إشارة، وبالتالي لابد من توفير تخصصات أكاديمية في الجامعات للغة الإشارة، وبدورنا من خلال الجمعية أطلقنا حملة "اسمع إشارتي" للترويج للغة الإشارة بالتعاون مع الفنان حسين الجسمي، وفكرتها تكمن في الحافلة المتنقلة لتعليم لغة الإشارة في إمارات الدولة، واستطعنا تعليم عدد كبير من الجمهور أساسيات هذه اللغة والتفاعل كان كبيراً من الجمهور والأطفال أيضاً، وتلك المبادرات تعرف المجتمع بشكل أكبر إلى فئة الصم وإلى احتياجات تلك الفئة وطريقة التواصل معهم . درس مسعود الخوري، موظف في قسم تقنية المعلومات في أدكو، في أمريكا وحصل على شهادة في علوم الكمبيوتر، وإلى الآن لا توجد حلول فعلية لفئة الصم، حسب رأيه، ويقول: "لا يتوافر مترجمو لغة إشارة في الجهات المختلفة، ولا نستطيع الالتحاق بالدورات التدريبية وورش العمل لتطوير مهاراتنا لذلك السبب، خاصة أن معظم الورش التي احتاجها بالإنجليزية، ولا يوجد مترجم من لغة إنجليزية إلى لغة الإشارة، إضافة إلى أن بعض الموظفين في العمل ليس لديهم الوعي الكامل بفئة الصم، واحتياجاتهم، ويصرون على الحديث برفع صوتهم، رغم أن هناك فئات من الموظفين يحرصون على تعلم لغة الإشارة للتواصل، ويؤكد أهمية توعية المجتمع أن الأصم قادر على الإنتاج والعطاء والتواصل، ومن الأفضل إدراج لغة الإشارة في حصص المناشط، ليتعلم الجميع أساسيات لغة الإشارة، ويكون التواصل أسهل مع المجتمع . لدى عائشة الزرعوني، عضو مجلس إدارة أهالي ذوي الإعاقة، طفل في العاشرة مصاب بالتوحد، ورحلتها في البحث عن مدرسة لتأهيل ابنها وتعليمه طالت، وواجهتها الكثير من التحديات والصعوبات، ولكنها لم تيأس، وتواصل رحلة بحثها لإيجاد الأفضل لابنها، وتقول: "المصابون بالتوحد لهم الحق في الحصول على التعليم، وعلى أماكن متخصصة لتأهيلهم، ولكن للأسف لا توجد مراكز مخصصة للتوحد . حقق الكفيف محمد الحوسني، مذيع في إذاعة القرآن الكريم في أبوظبي، الكثير من النجاحات في حياته، وسيرته ملأى بالإنجازات، ولكن إلى الآن مازال غير مستقل من الناحية المادية، وعن ذلك يقول: "الموظف يحتاج إلى تكون له استقلالية من الناحية المادية، وعندما أريد أن انهي معاملة بنكية أو أن اسحب نقوداً من الجهاز لابد أن احتاج إلى من يساعدني، وأتمنى تقنية أو آلية لتسهيل هذه الأمور علينا . ويتساءل الحوسني عن سبب ارتفاع أسعار أجهزة ذوي الإعاقة، رغم إصدار قرار إعفائها من الرسوم الجمركية؟ وما دور حماية المستهلك في هذا الصدد؟ وهل تخاطب فعليا تلك الشركات بهذا الشأن؟ عنود عزيز عبدالرحمن، موظفة في محكمة دبي، من فئة الصم والبكم، ولديها 4 إخوة من ذوي الإعاقة، وابنها أصم، وهي مطلقة ولديها 3 أبناء أسوياء، وتقطن في منزل والدها في غرفة واحدة مع جميع أبنائها، ورحلة انتظارها لسكن الحكومة طالت كثيراً، وازدادت عليها المتطلبات الحياتية، ولم تعد قادرة على توفير رغبات أبنائها، وتقول: طالبت كثيراً بسرعة إجراءات حصولي على سكن، ولكن انتظرت سنوات طوالاً وخاطبت وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكن إلى الآن لم أحصل على حقي في السكن، رغم أن الأولوية للمطلقات وذوي الإعاقة وأصحاب الدخل المحدود، والمتطلبات المادية الأخرى ترهقني . وأخوها يوسف عزيز، موظف في أرشيف مستشفى راشد، من فئة الصم، يعاني الأمرين، فقد مضى على تقديم طلبه منزل 8 سنوات، ولكن من دون جدوى، ويقطن في منزل والده في غرفة واحدة مع جميع أبنائه، لتضيق الحياة عليهم، ورغم أنه يعمل من عام 98 في المستشفى، ولكن إلى الآن لم يحصل على أية ترقية أو زيادة راتب . خدمت أم مريم، موظفة في إحدى الدوائر الحكومية، لأكثر من 15 سنة، وأجهدها العمل والمرض في آن، ومسؤوليات الحياة والالتزامات الكثيرة تجعلها غير قادرة على ترك العمل، وتقول: "إعاقتي تشكل عبئاً، رغم أن رغبتي في العمل كبيرة، ولكن أجهدني العمل، أتمنى النظر في التقاعد المبكر للموظفين أصحاب الإعاقات، ولا أستطيع ترك العمل أو استقطاع نصف الراتب بسبب التقاعد المبكر، لأن الالتزامات المالية كثيرة، وهناك حالات كثيرة مشابهة لحالتي . مارست د . روضة صالح، في مستشفى خليفة في أم القيوين، دورها كاختصاصية في طب الأسنان لسنوات، إلى أن أصابها مرض في الأعصاب، ولم تعد قادرة على ممارسة دورها كطبيبة، ما جعلها تترك العمل، وتظل 3 سنوات من دون عمل، ولكن حاجتها للعمل ورغم حالتها الصحية جعلها تعود له، رغم أنها من سكان دبي، تعمل في أم القيوين، وهنا تكمن معاناتها، وتقول: أعاني يومياً أثناء عودتي إلى المنزل، إذ أقضي ساعتين في الطريق، وهذا يمثل عبئاً كبيراً علي، لأنني أحتاج إلى أن أتناول الدواء كل ساعتين . لا تشعر أمل جمعة، متقاعدة من القوات المسلحة، أنها حققت ما كانت تتمناه، حيث كان طموحها بعد التخرج في جامعة الإمارات تخصص خدمة اجتماعية العمل في مجال تخصصها، ولكن لم يحالفها الحظ، ورغبت بإكمال تعليمها والحصول على الماجستير ولم تستطع ذلك بسبب إعاقتها الحركية، وترى أنها لم تستفد من النوادي الترفيهية والمرافق الأخرى، فالتحديات مازالت مستمرة، وتقول: "فترة الثمانينات والتسعينات كانت تجربة ذوي الإعاقة صعبة، والآن بفضل الله وجهود الدولة تم توفير الكثير من الخدمات والمرافق والفرص الكثيرة، والمباني أصبحت مناسبة، ولكن تظل هناك مبان لا نستطيع زيارتها، كمركز طبي أتردد عليه، إذ يوجد منحدر ولكن أمور أخرى في المبنى يحتاجها المعاق ولكن تذهب عن بالهم، ولدي عضوية في نادي الضباط ولكن لم أستطع الاستفادة منها، فالمبنى غير مهيأ" . أكمل الكفيف سعيد السويدي، موظف في شرطة دبي، دراسته الجامعية في جامعة الشارقة، ويطمح لإكمال دراسته العليا، وحقق الكثير من المراكز المتقدمة في ألعاب القوى، ويعتبر أن القوانين الخاصة بذوي الإعاقة موجودة، ولكن لا تفعل في بعض الأحيان، ويقول: "رغم تطور الدولة وتوجهها للخدمات الذكية، إلا أن المعاق مازال يواجه صعوبات . حسناء الشمري، مدرسة متقاعدة، لديها اثنان من إخوانها من ذوي الإعاقة الذهنية، ورحلة الإخوين كانت صعبة، فلم يجدا مركزاً يحتضنهما ويؤهلهما، ومازالت الرحلة الصعبة مستمرة رغم كافة القوانين، فمازال الإخوان يتلقيان الرعاية من الأم المسنة التي أصبحت غير قادرة على توفير الدعم والرعاية الصحية لهما، وتقول الشمري: "عندما كانا صغيرين لم نجد مؤسسة تحتضنهما بحجة عمرهما الصغير، ومن ثم بعد أن كبرا لم تستقبلهما المؤسسة بسبب عمرهم .
بتاريخ: الأحد 05-07-2015 09:39 صباحا الزوار: 3449 التعليقات: 0
|