اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
ربط بيانات المكفوفين بين وزارتي الصحة والتربية .. وأجهزة «برايل سنز» للامتحانات

حوار : مروة السنهوري

شارك في صياغة المرئيات الأولى لعمليات الدمج التربوي في الإمارات، وطالب بإفساح المجال لذوي الإعاقة في إطار من العدالة الضامنة لحقوقهم، إنه أول معلم إماراتي كفيف، وعضو جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، واختصاصي إعاقة في وزارة التربية والتعليم أحمد مختار.
أوضح في حواره مع «الرؤية» أن وزارة التربية والتعليم تعتزم تفعيل ربط البيانات المشترك مع وزارة الصحة لضمان حصول الكفيف أو المعاق على التعليم منذ الصغر، عبر رفد الوزارة باسم كل طفل معاق يولد حديثاً.
وأضاف أن الوزارة بدأت بتوفير أسئلة الامتحانات لبعض الطلبة الأكفّاء على أجهزة «برايل سنز» ليتمكن الطالب من قراءة الأسئلة، ومن ثم الإجابة عنها من دون قارئ مساعد أو من يكتب بالنيابة عنه.
وأشار مختار إلى أن الأجهزة والتطبيقات الذكية غير قادرة على تحويل المعاق إلى شخص سليم بنسبة 100 في المئة، وأن دورها يقتصر على تخفيف وطأة الإعاقة، وحل الكثير من المشاكل والتحديات.
وحدد نسبة زيادة الوعي عند ذوي الأكفّاء بـ 90 في المئة، مقراً بإهمال أسر تربية أبنائها المعاقين، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن دور كل من وزارة التربية وجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً التوجيه والإرشاد فقط، لا فرض إجراءات رقابية أوعقابية على تربية الأسر للأبناء.
وتُعدّ عدم معرفة الأسر بكيفية التعامل مع أبنائها الأكفّاء من أكبر المشاكل التي تواجه الأسر، لاسيما مبالغة بعض الأمهات في العناية والاهتمام بأطفالهن الأكفّاء، ما يجعلهم يستشعرون إحساس الإعاقة، والاختلاف عن الآخرين، حسب مختار.
وذكر اختصاصي الإعاقة في وزارة التربية أن عملية دمج الأكفّاء في البداية صعبة، لأن الحالات كانت جديدة على المدارس، ولم يكن لدى المعلمين والمعلمات الدراية الكافية بآلية التعامل مع الطلبة المعاقين.
وأكد أن جهود إدارة المدارس وأعضاء الهيئات التعليمية من جهة، وتوفير الإمكانات اللازمة من جهة أخرى سهّلت الدمج، وساعدت على ذلك التقنيات المستخدمة، إلى جانب وجود الاختصاصيين في المجال، والدورات المستمرة التي أطلقت.
وتطرّق مختار إلى افتقار الكثيرين لإتيكت التواصل بفعالية مع الآخر أثناء تعاملهم مع المعاقين و «الكفيف» تحديداً، وإلى المواقف أو ردات الفعل غير المقصودة التي قد تتسبب بالإحراج والضيق، أو جرح مشاعر المعاق من دون قصد.
وتالياً نص الحوار:
÷ ما خططكم بشأن إغفال أسر تسجيل أبنائها كمعاقين، ما يتسبب مستقبلاً في إرباك الجهات الداعمة لهم؟
- لدينا في وزارة التربية خطط حول صياغة مشروع يشمل كل الأكفّاء، ويربط بين وزارتي الصحة، والتربية والتعليم بشبكة معلومات توضح بيانات أي طفل كفيف يولد حديثاً.
وتتضمن الفكرة تسجيل كل من لديه إعاقة في بصره بوزارة الصحة التي ترسل الكشوف والبيانات إلى وزارة التربية، ما يضمن فرصاً متكافئة في تعليم وتربية أبنائنا المعاقين منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
÷ ما فوائد تطبيق نظام الربط على المعاقين؟
- الفائدة تتمثل بأخذ وزارة التربية العلم مبكراً بوجود طفل كفيف، ما يسهّل عليها بدء متابعته وتوجيه الأسر إلى كيفية التعامل معه عبر إرسال لجان من المتخصصين إلى تلك الأسر ليمتلك الطفل قدرة الاعتماد على نفسه، وتتكون لديه خبرات كافية عن البيئة المحيطة به.
وعندما يصل الطفل الكفيف إلى سن محددة، يكون مهيأً للمرحلة التعليمية التالية، التي تبدأ من رياض الأطفال.
÷ ما رأيك في الأجهزة والتطبيقات الحديثة التي تقدَّم للكفيف؟
- لا تتوقف الشركات المتخصصة عن إنتاج تطبيقات حديثة وجديدة والترويج لها.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن الأجهزة والتطبيقات الذكية غير قادرة على تحويل المعاق إلى شخص سليم بنسبة 100 في المئة، بل يقتصر دورها على تخفيف وطأة الإعاقة، وحلّ الكثير من المشاكل والتحديات، ولعل من أهمها حالياً تطبيقات المحادثات الصوتية للـ «واتس آب».
ووصل التطور التكنولوجي إلى بدء تطبيق الامتحان الحديث للمكفوفين عبر الحاسوب، فبعد الإجابة عن الأسئلة يدخل الطالب البيانات التي تقرأ بصيغة الكفيف، ومن ثم ينقلها إلى المعلم الذي يقرأها بالصيغة العادية.
÷ ما دوركم في معالجة ظاهرة تحرّج بعض الأسر من الإفصاح عن إعاقة أبنائها؟
- تحسن الوضع كثيراً عن السابق بنسبة تصل إلى أكثر من 90 في المئة، فأغلب الأسر لم تعد كما كانت تتخفى وراء ستار متخوفة من نظرة المجتمع حولها بسبب إعاقة أبنائها.
وأعتقد أن السبب الرئيس في ذلك يرجع إلى برامج التوعية والتثقيف المستهدِفة تغيير الصورة الذهنية عن المعاق.
÷ ألا تُعِدون لإجراء عقابي يردع الأسر التي تهمل أبناءها المعاقين؟
- دورنا في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً إرشادي وتوجيهي، وليس رقابياً، ولا يمكن أن نتسلط على دور الأسر، فالآباء والأمهات أولى برعاية أبنائهم حسب ما يرونه مناسباً، ولا يمكن لنا على أي حال فرض نهج أو أسلوب محدد لتعاملهم مع فلذات أكبادهم، فلكل منهم رؤية ونهج محدد.
÷ هل أنت مع استخدام مصطلح «معاق» لوصف ذوي الاحتياجات الخاصة؟
- نعم، لا أرى مشكلة باستخدام كلمة «معاق»، ولكن بالمقابل أستشعر تحسس البعض تجاه هذه الفئة والشريحة المهمة في المجتمع، وهو أمر سلبي في المجتمع يتوجب على الجميع معالجته.
÷ هل تعتقد أن دمج المعاقين نجح في المدارس؟
- كانت عملية الدمج في البداية صعبة، لأن الحالات كانت جديدة على المدارس، ولم يكن لدى المعلمين والمعلمات الدراية الكافية بآلية التعامل مع الطلبة المعاقين، ولكن جهود إدارة المدارس وأعضاء الهيئات التعليمية من جهة، وتوفير الإمكانات اللازمة من جهة أخرى سهّلا الدمج، وساعدت على ذلك التقنيات المستخدمة، إلى جانب وجود الاختصاصيين في المجال، والدورات المستمرة التي أطلقت ، فأصبح الطفل يتأقلم بسهولة مع بعض المواد العلمية التي يدرسها بالتعاون مع المعلمات والمعلمين.
÷ ما أهم النصائح التي تقدمها لذوي الأكفّاء؟
- من أكبر المشاكل التي تواجه الأسر عدم معرفتها بكيفية التعامل مع أبنائها الأكفّاء، فالكفيف طفل كغيره من الأطفال، لكن بعض الأمهات يبالغن في العناية والاهتمام بأطفالهن الأكفّاء، ما يجعلهم يستشعرون إحساس الإعاقة، والاختلاف عن الآخرين.
فالطفل يجب أن ينشأ بشكل طبيعي في مناخ أسري مستقر، ولا بد من الإشارة إلى أن الإعاقة البصرية أخف أنواع الإعاقات، ومن المهم الوعي بكيفية التعاطي مع هذه الإعاقة منذ سن مبكرة.
وأود أن أشير إلى نقطة على قدر كبير من الأهمية، وهي أن الطفل المعاق كما هو مثل باقي الأطفال يواجه أحياناً مشاكل حقيقية تتمثل في إهمال الأهل، ورعاية الخادمات، وهذا يؤدي إلى عدم اعتماد الطفل على نفسه.
÷ ما الذي يزعجك في تعامل الناس مع الكفيف؟
- يفتقر الكثيرون لإتيكت التواصل بفعالية مع الآخر أثناء تعاملهم مع المعاقين و«الكفيف» تحديداً، والكثير من المواقف أو ردات الفعل غير المقصودة قد تتسبب بالإحراج والضيق، أو جرح مشاعر المعاق من دون قصد.
ولا أعلم سبب خفض الكثيرين صوتهم عند تحدثهم مع كفيف، وكأنه حالة خاصة، لماذا لا يعامل المعاقون كغيرهم من الناس، لذلك أطالب بتنفيذ ورش عمل تدريبية تلقن الناس أسس وفن التعامل مع المعاق الذي هو حجر زاوية أساسي في المجتمع.
÷ هل تعتقد أن الأكفّاء نالوا حقهم في مجال التعليم؟
- نعم، فوزارة التربية والتعليم لا تألوا جهداً في دعم حق المعاق، عبر تعليمه باستخدام التطبيقات الحديثة و«برايل»، فكل يوم هناك تشريعات وقوانين جديدة تضمن حصول المكفوفين على التعليم والثقافة وكل ما يحتاجونه على الأصعد كافة.
ووفرت الوزارة الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساعد الكفيف على التعلم، مثل المناهج بطريقة برايل، وآلات الكتابة علاوة على وجود المتخصصين في مجال الأكفّاء.
وبدأنا مع بعض الطلاب بتوفير أسئلة الامتحانات على أجهزة «برايل سنز» ليتمكن الطالب من قراءة الأسئلة، ومن ثم الإجابة عنها من دون قارئ مساعد أو من يكتب بالنيابة عنه.
÷ كيف تقرؤون دور جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً في حياة الأكفّاء؟
- حققت الجمعية الكثير من الأهداف، لأنها تسعى إلى دمج المعاقين بصرياً في المجتمع، وإكسابهم المهارات الأساسية التي تجعل منهم أفراداً أكثر فاعلية عبر الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية أو الثقافية التي تعرّف الكفيف إلى المجتمع، وتسلط الضوء على مقدراته وإمكاناته.
وتتمحور أنشطة الجمعية في ثلاثة أبعاد أساسية ومهمة، هي البعد الاجتماعي والثقافي والرياضي.
ونجحت الجمعية رياضياً في تكوين منتخب من كرة الهدف، وهي اللعبة التي يعتمد فيها الكفيف على حاسة السمع لالتقاط صوت الكرة وتسديدها نحو الهدف، ونجح المنتخب في تمثيل الدولة خارجياً.
كما تعمل الجمعية في الجانب الاجتماعي على تنظيم الملتقيات والمحاضرات والندوات الثقافية التوعوية لفئة المكفوفين، وتعرفهم بسبل التعامل السليم مع المجتمع من حولهم، وقواعد فن الحركة بواسطة العصا البيضاء فضلاً عن تعليم النساء الكفيفات أسس وقواعد فن الطبخ.
سيرة ومسار
أحمد مختار هو أول معلم كفيف في الدولة، وأول من بادر إلى تعليم الطلاب عبر طريقة «برايل».
ولد سنة 1954 مبصراً، وفي عام 1986 أصيب بمشاكل في عينيه، ولم يتلق العلاج المناسب، ما أدى إلى تعرضه لانفصال حاد في الشبكية حتى فقد بصره.
التحق بمعهد خاص بالأكفّاء في البحرين لاستكمال دراسته، وابتعث مع ستة طلاب أكفّاء على مستوى الدولة للدراسة سنة 1972.
أكمل دراسته في المعهد والتحق بجامعة البحرين سنة 1993 تخصص اللغة العربية، والتحق فور عودته من البعثة التعليمية في مركز المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، حيث شرع في تعليم الأطفال المنتسبين للمعهد.
انتقل للعمل في وزارة التربية والتعليم بوظيفة اختصاصي إعاقة بصرية.

نبذة
جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً مقرها في الشارقة، وتعمل على دمج المعاقين بصرياً في المجتمع، وإكسابهم المهارات الأساسية التي تجعل منهم أفراداً منتجين، بتنمية العلاقات بين الجمعية والمؤسسات المماثلة الرسمية في الدولة لدعم وتحسين الخدمات المقدمة للأكفاء.
تحرص الجمعية على تسليط الضوء عبر وسائل الإعلام على قضايا المعاقين بصرياً، وإجراء البحوث والدراسات العلمية الميدانية التي تخدم هذه الفئة لتقديم صورة واضحة إلى الرأي العام عن فئة غير المبصرين.

بتاريخ: الإثنين 16-02-2015 06:57 صباحا  الزوار: 2102    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :6
عدد الزيارات : 5821506
عدد الزيارات اليوم : 3408