يجب أن نعرف أن الشخص المصاب بالصرع ينتابه شعور بعدم الاستقلالية بسبب زياراته المتكررة للطبيب أو من حرمانه من بعض الفرص الوظيفية لأنه مضطر للاعتماد على الآخرين أثناء حدوث النوبة لذا يجب تعزيز ثقته بنفسه وقدرته على القيام بالدور المطلوب منه.

وكما نري أن الشكل العام للشخص المصاب بالصرع أثناء النوبات التي تنتابه غير لائقة، كما أنها مغايرة لمعايير المظهر المتعارف عليه في المجتمع.

وأيضا عندما تنتهي تلك النوبات عنه تجده يشعر بالأسف والخجل لحدوث النوبة أمام من حوله وقد تؤثر ذكرها سلباً على ثقته بنفسه.

وأثناء حدوث نوبة الصرع يفقد الشخص المصاب وعيه الكامل بمن حوله وكذلك يفقد السيطرة على نفسه. وعند حدوث تلك النوبات تري المشهد العام لكل من حوله تنتابه حالة من الخوف والهلع لما يراه يحدث من أصوات مخيفة وحركات تشنجية غريبة الشكل مما يؤثر علي المحيطين بالشخص المصاب بالصرع وعليه هو أيضا.

كما نجد أن المصاب بالصرع لا يعاني من متاعب في السلوك عندما يتعامل مع من حوله ولكن عندما يظهر على المصاب بالصرع تبدل في السلوك فهذا لا يعني بالضرورة أن له علاقة بمشكلة الصرع فقد يكون نتيجة عوامل أخرى تسبب له هذا التغيير في السلوك.

وغالباً ما يكون سلوكاً وتصرفات حركية لا إرادية كما يصاحبها غياب جزئي أو كلي للوعي وربما يكون التبدل في السلوك نتيجة تأثيرات جانبية للعلاج الدوائي كما يمكن أن يكون نتيجة قلق المصاب وتدني ثقته بنفسه أو المبالغة في حمايته من قِبَل والديه أو الإفراط في تدليله.

لذلك قد يواجه المصاب متاعب متكررة في السلوك من حين لآخر وغير متعلقة بالنوبة وربما تكون أعراضاً ثانوية ناتجة عن الخلل العضوي الموجود بالدماغ والذي بدوره يسبب النوبات وقد يكون هناك تلف دماغي موضعي نتيجة إصابة أو التهاب سابق أو ورم حميد لذلك فإن التعرف على مصدر المتاعب السلوكية لدى المصاب هو الخطوة الأولى للتعامل معها بالشكل الصحيح.

اعتبارات في التعامل عند حدوث نوبة الصرع:

يجب أن نبعد عن الشخص كل ما يمكن أن يسبب له الضرر أو الأذى.

فك ما حول رقبته وصدره ورقبته من الأربطة حتى لا يعيق حركة التنفس ويجب أن ندع نوبة الصرع تأخذ مجراها.

مسح لعابه حتى لا يتسرب إلى المسالك التنفسية ويزيد من عسر التنفس.

تركه نائماً ومنع أي شخص من إيقاظه.

يجب ألا يغيب عن ذويه لحظة واحدة أي التواجد بقربه حتى تنتهي النوبة التشنجية.

احذر من أن تفتح فمه بالقوة. فالقوة هنا قد تؤدي إلى خلع الفك ويفضل تركه حتى يزول تشنج العضلات.

الحذر من إدخال الأصابع أو اليد في فم المصاب بالصرع عند حدوث النوبة التشنجية خوفاً من أن يقوم المصاب بقضها والضغط عليها مما يتسبب بحدوث إصابات للمسعف.

الحذر من أن نصب السوائل في فمه أو أن تحركه خلال فترة التشنج.

لا تحاول أن تتحكم في حركات المصاب.

ضع المصاب على أحد جانبيه واجعل الرأس مائلا قليلاً للخلف للسماح للعاب بالخروج لتمكينه من التنفس.

لا تحاول إعطاءه أي دواء أثناء نوبة التشنج.

لا داعي لنقله من مكانه إلا في حالات قربه من مصدر الخطر.

إذا استمر التشنج أكثر من (5-10 دقائق) يفضل نقله إلى أقرب مستشفى.

عند حدوث نوبة صرع يتأثر كل الأشخاص المتواجدين حول الشخص المصاب وذلك لغرابة السلوك وتصرفات المصاب اللاإرادية، بالإضافة إلى أثر عنصر المفاجأة عليهم وهو ما قد يثير خوفهم. وكذلك يشعرون بالقلق على صحة المصاب والحزن لأجل حالة هذا الشخص الذي بدا لهم أنه معافى قبل فترة من الوقت. فعند حدوث تلك النوبات يجب شرح الأمر لهؤلاء الأشخاص القريبين منه وذلك بشكل مبسط وطمأنتهم بأن ما حدث لا يشكّل خطراً عليهم أو على المصاب. وإذا لم يتم التعامل مع الحدث بالشكل المناسب قد يتحول إلى خوف من المصاب وتجنبه مما يثير غضبه أو يؤدى إلى انطوائه أو الاثنين معاً. لذا يجب توضيح الأمر وشرح أسباب حدوث النوبة ودعوتهم لطرح الأسئلة والإجابة عنها بشكل وافٍ وإعطاؤهم الفرصة للتعبير عما انتابهم من مشاعر أثناء حدوث النوبة وذلك لما لهذا الحوار من تأثيرات إيجابية على تقبلهم للأمر والتخفيف من وطأة المفاجأة.

ويجب أن نعرف أن السبب الرئيسي في حدوث النوبة هو أن الدماغ لم يعمل بالشكل الصحيح لمدة دقيقة أو دقيقتين، حيث قام جزء منه بإرسال إشارات خاطئة للجسم وهي التي أدت إلى حدوث النوبة التشنجية وعند انتهائها يعود الدماغ والجسم للعمل بشكل طبيعي مرة أخرى. وتعتبر نوبات التشنج أعراض حالة صحية تدعى الصرع وهو داء يصيب الصغار والكبار كما يجب أن نوضح بأن الصرع مرض غير معد كما أن المصابين به يتناولون أدوية لمنع حدوث النوبات ولكن ذلك لا يعني عدم حدوثها.