اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
مقال رئيس المكتب التنفيذي _ اليازي الكواري - كيف نحمي ذوي الأحتياجات الخاصة وأسرهم من العنف والإيذاء
كيف نحمي هذه الفئات وأسرهم من العنف والإيذاء بأنواعه؟ 
وهل يكفي أن نهتم بتعليمهم وتدريبهم وتغذيتهم؟ 
وهل يكتفي دورنا في المجتمع في ذلك تجاههم وأين المسؤولية الاجتماعية؟ 
فالأمر لا يقتصر على حمايتهم من العنف بل يجب حمايتهم من الإيذاء المعنوي والاجتماعي والنفسي والصحي وكذلك اللفظي الذي يتعرضون له خلال حياتهم اليومية حيث إنّ تحديد مصيرهم دون الرجوع إليهم في التعليم والوظيفة وعدم تقبلهم ضمن أفراد المجتمع يُعد أقسى أنواع العنف والإيذاء لهم

 

إنّ بعض الأسر اكتفت في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في المأكل والمشرب والرعاية المادية فقط، وأغفلت مشاعرهم وأحاسيسهم وإصابتهم بالجفاف الأسري عن طريق الاكتفاء بوضعهم في المراكز والمؤسسات الإيوائية وغيرها وكذلك نبذهم لهذا الطفل وعدم اصطحابه في المناسبات الأسرية والخجل من الخروج معه بل وعدم النظر بعين الاعتبار إلى المشاكل الحياتية التي تواجهه مثل الاعتداء الجسدي والاعتداءات البدنية مع إغفال مشاعرهم وأحاسيسهم خلال الفترات الحرجة من حياتهم مثل فترة المراهقة والزواج والإنجاب وغيرها إلى جانب عدم تدليلهم وحمايتهم حماية مبالغة أو القسوة والعنف في المعاملة وكلاهما ضار

أما عن مسؤولية الإعلام تجاه تلك القضية فأقول إنّ الإعلام العربي بوجه عام في كثير من الدول العربية قد ركّز في برامجه على الأفلام والمسلسلات التي تسخر وتتندر من الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أن الإعلام يركز في تصوير ذوي الاحتياجات الخاصة وكأنّه عمل إيجابي لهم، بدلاً من أن يضغط نحو تهيئة أماكن مناسبة لهم، والتعامل معهم بشكل إيجابي مثل غيرهم، إضافة إلى أنّ تصوير الأشخاص ذوي الإعاقة في بعض المسلسلات والبرامج بشكل مزعج أحياناً، وكأنّ الشخص ذا الإعاقة لابد أن يكون معتوهاً عقلياً، وتصدر منه حركات جسدية في التعبير مؤلمة، وأحياناً مخيفة، أو تستدر العطف، أو تصوير صاحب الإعاقة وكأنّه دائماً فقير رثّ الملبس والهيئة يخاف منه الأطفال وجعلهم مثاراً للضحك والنكت ولم يهتم بإلقاء الضوء على مشاكلهم وحقوقهم وإيجابياتهم.. بل ركز على عجزهم وقصورهم أكثر من قدراتهم ومواهبهم ولم يهتم بجعل قنوات خاصة بهم أو حتى برامج كافية لمناقشة مشاكلهم واكتفى فقط بتغطية الحدث في أوقات معينة فلم يهتم وبصورة كافية وصريحة بالعنف والإيذاء والتحرش الذي تتعرض له هذه الفئات بل ولم يهتم بتوفير التقنية الحديثة التي تساعدهم على الإفادة من برامجه بالصورة المطلوبة

كذلك هناك قضية مرتبطة بالإساءة ضد ذوي الإعاقة يجب النظر إليها وهي قضية مهمة تحدث يوميا في عالمنا العربي لم يجرؤ المجتمع الإعلان عنها وهي أنّ بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم بسبب إنجابهن أطفالاً ذوي إعاقة حتى يتخلصوا من مسؤولية العناية بهم وبذلك تتحمل الأم وحيدةً الاهتمام بهم ومن هنا يجب التعاون داخل الأسرة للعناية بأبنائهم.. وكذلك هناك قضية أخرى أشد وطأة وهي معاناة الأطفال والكبار من ذوي الإعاقة في المناطق النائية في كل الدول العربية على السواء يجب وصفها بـ«المأساوية» على أوضاعهم وحقوقهم الضائعة في الحياة بصورة كريمة وطبيعية.. أليس ذلك كله شكلا من أشكال العنف والإساءة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة فيجب على المجتمعات العربية الاهتمام بهؤلاء الأشخاص بتوفير كافة الوسائل التي تساعدهم على الحياة والإنتاج ولا تجعلهم عالة على المجتمع

كما أنه لا يوجد تركيز في البث الإعلامي للصعوبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة.. ففي بعض الدول العربية لا يوجد أي انتقاد للمباني والمؤسسات غير المهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة أو أي نقد موجه إلى الخدمات الصحية أو الاجتماعية المقدمة لهم بشكل غير كافٍ، وكذلك عدم التواصل الجيد مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم وذويهم للتعبير عن ذاتهم وهمومهم، وبدلاً من ذلك يتم التركيز في إبراز متحدثين نيابة عنهم وباسمهم وبعضهم استغل قضية الإعاقة كوسيلة للبروز والشهرة.. أما عن وجهة النظر الخاصة بي في إيجاد حلول لمشكلة العنف الموجه ضد الأشخاص ذوي الإعاقة هي عدة حلول وخطوات جاهزة ومحددة المعالم وهناك أساليب وأهداف يجب تنفيذها والوصول إليها منها تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم للعمل على كسب التأييد المجتمعي لهم ببرامج ترعاها الجمعيات المتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني وهي تشمل تدريب الأطفال على مهارات الحياة وحماية أنفسهم من العنف بما في ذلك التثقيف الجنسي بما يسمح به قدراتهم الاستيعابية وكذلك تشجيعهم على الإفصاح عن العنف في حال تعرضوا له

وكذلك تمكين أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة في كافة برامج التوعية الهادفة لمناهضة العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة الذي يحدث في المنزل.. ولاستكمال الوقاية من العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المنزل يجب توفير جميع خدمات الرعاية والدعم لهذه الأسر وتوفير سهولة نفاذ الأطفال ذوي الإعاقة لكافة الخدمات في المجتمع وتثقيف الوالدين حول إعاقة ابنهما ومراحل تطوره ونموه ومحدداتها

 

وأخيراً يجب إجراء المزيد من الأبحاث في مجال أنماط العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين المعرفة في مجال الوقاية والحماية، وتوفير الإحصاءات الدقيقة وبيان عواقب هذا العنف القريبة والبعيدة المدى وما هي أفضل التدخلات والإجراءات لضمان سلامة الأطفال ذوي الإعاقة لتساعد أسرهم والمجتمع.. وما يتوجب علينا جميعا هو الفهم الجيد لثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها نتمكن إلى تحويل الشخص ذي الإعاقة إلى طاقة إيجابية منتجة.. فإنه إذا لم يجد رعاية من أسرته ومنا كمجتمع محيط به ينتهى به المطاف إلى نهاية مؤسفة وكذلك التواصل بشكل أفضل مع ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم والمتخصصين في قضايا الإعاقة بمختلف مجالاتهم، لفهم طبيعة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وكل ما يتعلق بها، بدلاً من الاجتهادات غير الموضوعية
بتاريخ: الأحد 10-01-2016 08:57 صباحا  الزوار: 1885    التعليقات: 0

العناوين المشابهة
الموضوع القسم الكاتب الردود اخر مشاركة
مشروع وطني متكامل لخدمة وتأهيل الأطفال ... المكتب التنفيذي دولة قطر hasan 0 الثلاثاء 11-04-2017
زيارة مركز المشاعر الإنسانية” لرعاية ... المكتب التنفيذي دولة قطر hasan 0 الإثنين 10-04-2017
المكتب التنفيذي بدولة قطر يتقدم بخالص ... المكتب التنفيذي دولة قطر hasan 0 الإثنين 26-12-2016
أحتفال المكتب التنفيذي بدولة قطر ... المكتب التنفيذي دولة قطر hasan 0 الإثنين 26-12-2016
التأهيل النفسي للمعاقين وأسرهم - د / هلا ... المكتب التنفيذي دولة قطر gulfdisability 0 الجمعة 25-11-2016


محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :4
عدد الزيارات : 5821751
عدد الزيارات اليوم : 3653