يعرف بأنه تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقويمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته ، ويتكون من أفكاره الذاتية المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية أو الخارجية(حامد عبد السلام زهران ،1997) .

كما يعرف بأنه  الفكرة التي يكونها الفرد عن نفسه وتظهر في علاقاته بالآخرين به من خلال سلوكياته ومعتقداته كما انه مجموعة من الأبعاد التي تشمل جوانب الشخصية( نهاد محمد احمد: 1999 ) .

وفي هذا الصدد يعرف مفهوم الذات بأنه ما ينظر ويأمل الشخص لنفسه أن يكون ، وما يعتقد عن نفسه ، وهذا نتاج للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص كما أن مفهوم الذات منظومة من المعتقدات عن النفس Sandhya, 2000)) .

 كما يشبه مفهوم الذات لدي الأطفال التوحديين ذوي الذكاء المنخفض  اقرأنهم المتخلفين عقليا وهذا ما أكدته دراسة    , 1998  Anthony  & Lee علي انه لا توجد فروق بين التوحديين والمتخلفين عقليا في مفهوم الذات من جانب  وان عينة البحث في الأصل متخلفين عقليا  لديهم أعراض التوحد .

كما توصلت دراسة هيروت ( 2007 ) إلي وجود علاقة ارتباطيه بين الكفاءة الاجتماعية ومفهوم الذات لدى الأطفال التو حديين ، كما توصلت  دراسة كورنجندر (2004) إلي آن أنشطة اللعب المتمثلة في لعب الدور أدت إلي تحسن في مستوي مفهوم الذات لدي الأطفال التوحديين بل امتد ذلك إلي تكوين علاقة ايجابية في التفاعل الاجتماعي بين التوحديين واقرأنهم. كما توصلت دراسة هيروت (2007  ) إلي وجود علاقة ارتباطيه بين الكفاءة الاجتماعية ومفهوم الذات لدى الأطفال التو حديين .

 كما أشارت   دراسة شاتك ( 2007 ) الي ارتباط السلوك التكيفي بمفهوم الذات لدي الاطفال التوحديين ، فكلما ارتقي سلوكهم التكيفي ارتفع معه مفهوم الذات والعكس صحيح ، كما يرتبط مفهوم الذات لدي الطفل التوحدي بالمعاملة الوالدية  والمستوي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي ، وفي الاصل يرتبط بالقدرات العقلية ، كما توصلت  دراسة لوبيز ( 2008 ) إلي وجود علاقة ارتباطيه بين الانطواء ومفهوم الذات لدى الأطفال التو حديين ،كما توصلت دراسة روبنسون( 2008) الي وجود علاقة ارتباطية موجبة مابين اللعب التخيلي ومفهوم الذات لدي الأطفال التوحديين .

 ويري الباحثان أن مفهوم الذات لدي الطفل التوحدي يتأثر بعامل الخبرة ، فالخبرة هي العنصر الأساسي في تكوين مفهوم الذات الايجابي لديه ، كما أن الطفل التوحدي في مسيس الحاجة إلي تدريب  مستمر لتنمية جوانب مفهوم الذات الايجابية لديه ،وعلي حد علم الباحثان وجدا ندرة شديدة في الأبحاث التي تناولت  مفهوم الذات عند التوحديين  إلا أنه من خلال خصائص وسمات الطفل التوحدي نجد أن الأطفال التوحديين لديهم تدني واضح وشديد في مفهوم الذات مما يجعل البحث له أهمية كبيرة في تناوله لمفهوم الذات لدي التوحديين ومدي ارتباطه بالتفاعل الاجتماعي .

علاقة اللعب بالتفاعل الاجتماعي ومفهوم الذات لدي التوحديين:

نجد أن كثير من الدراسات وجدت علاقة بين اللعب والتفاعل الاجتماعي ومنهم علي سبيل المثال دراسة نادية شريف (2001) يساهم اللعب في توفير فرص التفاعل الاجتماعي والنضج الانفعالي للطفل،فبدون اللعب مع الآخرين يصبح الطفل أنانيا،مسيطرا،ضيق الأفق،غير محبوب فإذا تعود اللعب مع الآخرين،فانه يتعلم الأخذ والعطاء،ويتخلص من حال التمركز حول الذات ويتعلم كيف يتبادل الأدوار،ومن خلال الأخذ والعطاء سيتعلم كيف يتقبل الهزيمة بنفس الروح التي يتقبل.

استهدفت دراسة جيرلوميتو وآخرون ( 2007 ) الكشف عن تأثير لعب الأمهات مع أطفالهم التو حديين في مبادأة التفاعل الاجتماعي وزيادة الثروة اللغوية وأثبتت الدراسة أن التدخل اللغوي المبكرة عامل مساعد فعال للمبادأة في التفاعل الاجتماعي .

وكذلك لم نجد دراسات عربية ولا أجنبية تعتمد علي استخدام أنشطة اللعب في تنمية التفاعل الاجتماعي ومفهوم الذات  باستثناء دراسة  Kaur, Naginder, 2004)) التي توصلت إلي آن أنشطة اللعب المتمثلة في لعب الدور أدت إلي تحسن في مستوي مفهوم الذات لدي الأطفال التوحديين بل امتد ذلك إلي تكوين علاقة ايجابية في التفاعل الاجتماعي بين التوحديين واقرأنهم مما يعطي للبحث أهمية وقيمة كبيرة للتراث السيكولوجي بصفة عامة والأبحاث العربية بصفة خاصة.