لا شك أن ذوي الإعاقة العقلية يعانون من صعوبة في التعلم نظرا لقدراتهم العقلية المحدودة، ولذا كان من الضروري البحث عن وسيلة مساعدة لتحسين تعلمهم.

ويعد الحاسوب من بين أهم الوسائل المساعدة لتحسين تعلم المعاقين عقليا،حيث أن تقنية الحاسب تختلف عن جميع التقنيات الأخرى ، فمعظم التقنيات طورت لتسهل أعباء الإنسان الجسدية أما الحاسوب فانه طور ليسهل أعباء الإنسان العقلية(المغيرة،1991)، وقد تطور الحاسوب بشكل جعل المتعلم يتفاعل معه فيكون نشطا فعالا، وذلك بعرضه المعلومات على المتعلم، فيتلقي استجابة المتعلم عليها، فيزوده الجهاز بتغذية راجعة تبين ما إذا كانت إجابته صحيحة فيحصل على التعزيز، وان كانت إجابته خاطئة فان الجهاز يوجهه إلى السبيل الذي يمكن أن يسلكه ليصل إلى الإجابة الصحيحة(عطية،2008 :260؛الخطيب والحديدي، 2009 : 233).

وتبدأ عملية التعلم بالحاسوب من خلال تحميل المادة التعليمية (البرمجة) المراد إكسابها للتلاميذ في ذاكرة الحاسوب، والتي غالبا ما تكون مخزنة على الديسك الممغنط ، ثم يبدأ المعلم بعرض المادة التعليمية على شاشة الحاسوب على شكل صفحات، وباستخدام مفاتيح خاصة تعرض المعلومات بشكل متدرج ومتسلسل على المتعلم، ثم يلي ذلك عرض أسئلة مرتبطة بالموضوع الذي سبق عرضه، وعلى المتعلم الإجابة بالضغط على المفاتيح، ثم يقوم الحاسوب إجابات المتعلم ويكافئه على الإجابة الصحيحة من خلال التصفيق أو الصوت بكلمات (شكرا، حسنا، جيد،إجابتك صحيحة)، وإذا كانت إجابته خاطئة اظهر ذلك من خلال ظهور علامة خطأ أو ذكر كلمات(إجابتك خطأ، لقد أخفقت ،اعد المحاولة)، أو يعطيه الإجابة الصحيحة.

والتعلم بمساعدة الحاسوب ذا فائدة عظيمة للعملية التعليمية بصفة عامة وفي رفع مستوي التحصيل الأكاديمي بصفة خاصة إذا تم الإعداد والتخطيط للدروس بدقة Pei-Hsuan et al.,2006))،وأن النجاح الذي يمكن أن ينتج عن استخدام الحاسوب في عملية التعلم ، يكمن  في قدرة المعلم على تحديد موضوع التعلم وأهدافه وطريقة استخدامه للحاسوب كوسيلة تعليمية(الهدلق،1998)، وأيضا الدقة والمهارة في إعداد البرمجيات المستخدمة ، حيث أشارت نتائج الدراسات إلى أن من أهم معوقات استخدام الحاسوب في التعلم هو القصور في إعداد البرمجيات بطريقة شيقة بحيث تجذب اهتمام التلاميذ لموضوع التعلم (هوساوي، 2007؛ الخطيب،2006).

لذا فان التعلم بالحاسوب لا يعني الاستغناء عن دور المعلم ، فالمعلم هو الذي يوجه ويساعد ويشرح للمتعلم دروسه، وهو الذي يختار المعلومات والبيانات ، وهو الذي يختار البرامج المناسبة لموضوع درسه، أي أن المعلم هو الذي يتحكم بالموقف التعليمي، أما وجود الحاسوب في داخل الفصل يزيد من فاعلية أداء المعلم والتلاميذ معا(عفانه والخزندار، 2007 : 48) ، وبدون المعلم الناجح ذو الحس المهني والمهارة التربوية في اختيار التقنية التعليمية(الحاسوب) الملائمة لتلاميذه والمناسبة لموضوع الدرس والقادر على استخدامها بطريقة فعالة، تظل تلك التقنية عديمة الجدوي مهما كانت درجة تطورها أو حداثتها(هوساوي،2007).

والتعلم بمساعدة الحاسوب يساعد المتعلم على اكتساب المعلومات والمعارف والسلوك المناسب وتحسين مستوي أدائه ، وذلك نظرا لما يوفره من تغذية راجعة فورية ، وما يثيره من جذب انتباه المتعلم إلى موضوع التعلم ، والشعور بالأمان وعدم الإحراج من الأقران أثناء الخطأ في بعض موضوعات التعلم،أي يدعم ثقة المتعلم في نفسه، فهو يعتبر أداة داعمة للمتعلم(Gillespie,1998 ; Kopcha& Sullivan,2008)  ، ويساعد على إتقان عملية التعلم والى سرعة حدوثه مقارنة بالطريقة التقليدية (Wingrad, 2004).

والتعلم بمساعدة الحاسوب يحقق مبادئ وفنيات وإجراءات نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية في مجال تعليم ذوي الإعاقة العقلية، وذلك من خلال تجزئة المادة التعليمية إلى مكوناتها الفرعية، وتقديمها بشكل متتابع ومتسلسل، متدرجة من السهل إلى الصعب، ومن خلال تقديمه تغذية فورية للمتعلم ، وان المتعلم لا ينتقل من وحدة (جزء) إلى أخرى إلا بعد إتقانها (عطية،2008؛ الشرهان،2003؛ محمد،2005).

إن الحقيقة التي لا مناص منها هو أن المعاقين عقليا يتسمون بقدرة عقلية محدودة تحد من قدرتهم على الاستفادة من الإجراءات التعليمية المعدة بالطرق التقليدية ، لذا كان من الضروري البحث عن كل ما هو جديد في مجال تعليمهم لتحسين تعلمهم، وقد يرجع استخدام الحاسوب في تعليم المعاقين عقليا نظرا لما يحققه من فوائد جمة في هذا المجال ، ويمكن تحديد أهم دواعي استخدام الحاسوب في العملية التعليمية(عطية،2008 : 262) إلى ما يلي:

- إسهام الحاسوب في تنمية القدرات العقلية لدي الفرد.

- الحاسوب يجعل التعلم سهلا يسيرا.

- يوفر الجهد والوقت في عملية التعلم.

- يسهم في تحسين التعليم والتعلم(زيادة التحصيل) ويجعل التعلم أكثر اتقانا.

- يعطي للمتعلم فرصة للاعتماد على نفسه، وان يتعلم وفق قدراته وسرعته.

- وسيلة فعالة في تنشيط دور المتعلم ومثابرته .

ويشير العديد من الباحثين والمتخصصين ومنهم(الأنصاري،1996؛ الهدلق، 1998 ؛ طوالبة والشبول،2004؛الموسى ،2005؛عفانة والخزندار ،2007 ؛ هوساوي،2007؛ عطية،2008) إلى أن استخدام الحاسوب في التعلم يوفر العديد من المزايا منها ما يلي:

- يزيد الحاسوب من متعة التعلم ويجعله أكثر تشويقا  وذلك من خلال الألوان والصور

والموسيقي.

- يوفر الحاسوب فرصا كافية للمتعلم للعمل وفق سرعته الخاصة مما يحقق مفهوم تفريد

   التعليم.

- يرفع من مستوي التحصيل الدراسي لدي المتعلم.

- يزود المتعلم بتغذية راجعة فورية تجعل المتعلم على علم بنتائج تعلمه.

- يزيد من دافعية المتعلم لموضوع التعلم .

- يساعد الحاسوب في زيادة ثقة المتعلم بنفسه ، وينمي مفهوما ايجابيا للذات.

- يعرض المادة التعليمية بشكل متسلسل ومنطقي وبشكل متقن.

- يمكن من تكرار المادة المتعلمة وعرضها بطرق متعددة ومتنوعة .

- يتيح الحاسوب فرصة جيدة للتفاعل بالمستوي والسرعة التي يريدها المتعلم.

- يتيح فرصة للتقويم الذاتي ، حيث يتمكن المتعلم من تصحيح الخطأ الذي وقع فيه دون

   الشعور بالحرج أمام معلمه وزملائه.

- يؤدي إلى الاقتصاد في الجهد والوقت لكل من المعلم والمتعلم.

- يسد القصور في إعداد بعض الدروس من قبل بعض المعلمين.

- يقدم فرصا تعليمية جديدة للمعاقين.

- وسيلة تعليمية لا تكل ولا تتعب ولا تخطيء.