اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
صفية - الصراع والتحدي

     منذ ستة وعشرين عاماً ولدت في سلطنة عمان فتاة أسموها أهلها صفية البهلاني، كانت مختلفة عن بقية المواليد، حيث كانت أطرافها قصيرة ومشوهة ، مما أصاب أسرتها بالصدمة ، بالإضافة لضعف السمع في الأذن اليمنى الذي أكتشف لاحقاً، عاشت هذه الفتاة وأسرتها صراعاً مع المجتمع لتخطي الصعوبات والعوائق للحصول على حقوقها الطبيعية في الحياة، فالنجاح في هذا الصراع لم يأتي على طبق من ذهب، فلن أنسى الدعم والمساندة التي قدمتها لي أسرتي، ولن أنسى الدموع التي ذرفتها والدتي، والكثيرين الذين آمنوا بالإنسان في داخلي، فأعطوني الوقود والطاقة للصمود والتحدي، لن أجزيهم حقهم بالشكر، ولكن الله هو القادر على جزائهم حسنات يوم الحساب.

     كيف عشت طفولتي؟ كيف كنت ألعب مع الأطفال؟ ما هي ردود الفعل لدي عندما أستمع لنحيب والدتي في الغرفة المجاورة في آخر الليل؟ ما هي الصعوبات التي واجهت والدي للحصول على الخدمة الطبية؟ ما هي الصعوبات التي واجهتني في التعليم والتدريب؟ وما هي هواياتي ؟ وكيف أعيش في هذه الحياة؟ تلك هي قصتي التي أحاول سردها لكم، لنؤمن بأن لا يأس مع الحياة، وأننا قادرين أن نصنع حياة أخرى للأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان.

    البداية من التعليم، حيث لم يتم قبولي في المدارس الحكومية في سلطنة عمان نتيجة أعاقتي الحركية، الذي جعل والدتي في صراع سنوي معهم، مما أدى إلى أنتقالي للمدارس الأهلية، والتي لم يكن فيها الحال أفضل، ولم يكن الأمر علي أسهل، فبالإضافة للعوق الحركي كان لدي صعوبات تعلم، ولعدم وجود الدعم والمساندة، أدى إلى الفشل الدراسي المتكرر، حيث أضطررت للإلتحاق بالمدرسة الأمريكية الدولية في مسقط (TAISM)، وهناك تم تقديم الدعم والمساندة، ومن ثم النجاح في الحصول على شهادة الدبلومة.

أنتقلت إلى المرحلة الجامعية، جامعة السلطان قابوس – كلية العلوم التطبيقية والفنون، حيث كنت أرغب الدراسة في مجال التصميم  graphic design، ولكن المشكلة أن أغلب المواد نظرية مع القليل من المواد العملية، مع عدم وجود أي مساعدة خاصة، مما أدى إلى الأحباط والفشل بعد فترتين دراسيتين، ولكن باب القدر أنفتح لي حيث تم التعاقد مع والدتي للعمل مع اليونيسيف في الأردن، ومن خلاله قمت بالألتحاق بمعهد نيويورك للتكنولوجيا، ولكن الدراسة في هذا المعهد لم تكن أفضل من سابقتها في عمان، مما أدى إلى تركي للمعهد، والبحث عن مكان آخر لإكمال تعليمي.

وأخيراً وجدت ضالتي في جامعة أسترالية، Sound Audio and Engineering (SAE)، حيث يعتمد التعليم فيها على الجانب العملي والمهارات، كما يوجد بها العديد من الأشخاص ذوي الإعاقات الجسمية والصم وذوي التخلف الفكري البسيط، وفي تلك الكلية وجدت الدعم والمساندة من القائمين على التعليم فيها، من خلال أعطاء الوقت الإضافي للعمل، كما الدعم من خريجي الكلية الذين يعملون متطوعين لدعم الطلبة الآخرين، وهكذا أستطعت أتمام دراستي الجامعية.

أما العقبات الطبية فهي متنوعة ومستمرة، فعدم وجود الخدمة الطبية والتأهيلية المناسبة لحالتي، أضطررت للبقاء لمدة سنتين من طفولتي في أمريكا للعلاج حيث تم بتر القدم، ومن ثم الحصول على الأجهزة التعويضية لرجلي ، وحيث أن الأطفال ينمون بشكل سريع، مما بجعلني أنتقل سنوياً لأمريكا لتغيير الأجهزة التعويضية.

المتابعة الطبية في سلطنة عمان صعبة ومجهدة للأشخاص ذوي الإعاقة، ما بين الرعاية الأولية والقطاع الخاص الذين يقدمون القليل من الخدمات، وبين المستشفيات الكبيرة بمواعيدها المتباعدة، كما الخوف من التعامل مع ذوي الإعاقة.

جميع العقبات والصعاب التي واجهتها في حيلتي لم تمنعني أن أعيش حياتي، فقد عودتني أسرتي أن أقوم بنفسي بجميع الأعمال الخاصة بي، بالعناية بنفسي، وقضاء متطلبات الحياة من تنظيف المنزل وكي الملابس والطبخ، وغيرها. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فما زلت أحلم وأنا واقفة أمام هدير المحيط على شواطيئ مسقط، وممارسة هواياتي في الرسم والسباحة وكتابة القصة والعزف على البيانو.

   أعتقد أن لا حدود لمقدرة الإنسان، فالعقبات والتحديات قد تأخذ الشخص إلى طريق مختلف، ولكننا في النهاية قادرين على صنع المستحيل، لذى علينا عدم الحكم على مقدرات ومستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة، علينا أن نمد أيدينا لهم ونسهل لهم أحتياجاتهم، ومن ثم أعطائهم الفرصة للتحدى وأبراز مقدراتهم ونجاحاتهم.

 

بتاريخ: الخميس 26-06-2014 01:01 صباحا  الزوار: 2292    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :2
عدد الزيارات : 5821647
عدد الزيارات اليوم : 3549