اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
محمد بن سعيد - أطير بعكازين

أنا ليس لي جناحيين و لست طياراً و لم أقد طائرة في حياتي ولكن تمكني من المشي على عكازين يشبه قدرة الأنسان على الطيران بجناحيين.

شاءت الأقدار أن أصاب بمرض شلل الأطفال في وقت لم تصل فيه الثقافة و الإمكانات إلى مستوى يقي طفل صغير وبال هذا المرض. عرفت الدنيا زاحفاً على بطني و المسافات البعيدة بالنسبة لي كانت تقاس بالسنتيمترات و ليست بالكيلومترات وهذه قصتي..

كنت أكبر إخواتي ووحيد العائلة عندما أصبت بحمى أقعدتني عن الحركة فحملني أهلي إلى المستشفي، ولكنهم لم يعرفوا مرضي واعتبروها حمى طبيعيه وستزول وفي تلك الفترة كانت المستشفيات شبه خالية من المصل المضاد لشلل الأطفال.

وأصبت بالمرض الذي أقعدني من الحركة بشلل في الاطراف سفلي،وكنت ازحف على الارض.

وشاءت الأقدار في احدى جلساتي مع جدتي في سهل أرزات الجميل في محافظة صلالة بأن يصادف مرور موكب صاحب الجلالة السلطان قابوس. فأوقفت جدتي الموكب و كلمها سلطان البلاد بكل إحترام و تواضع و أخبرته قصتي مع شلل الأطفال الذي ما لبث أن أمر بإبتعاثي للعلاج في الخارج.

في عام 1981 بدأ علاجي في بريطانيا وكنت في هذه الفترة أزحف على الأرض وكنت لصغر سني لا أتحمل العلاج الطويل فعدت الى السلطنة. ، فألحقني والدي بمدرسة حكومية لكون مراكز تأهيل المعاقين غير متوافره في تلك الفترة, فكنت الوحيد بين الطلاب يذهب على كرسي متحرك تقبلني الجميع واحبوني ، ولم اخجل من اعاقتي .

 رجعت الى لندن لاسكمال العلاج في 1985م واستمررت هناك حوالى خمسة اشهر لإجراء العمليات والتاهيل والعلاج الطبيعي ولا أحد من أهلي يتوقع بأني ساعود واقفا على رجلي بفضل الله استطعت أن أقف على رجلي بالعكاز وكنت خلال تلك فترة أحسب متى سأعود الى جدتي وامي واخواني واخواتي واهلي ليروني وانا واقف وامشي برجلي الحمد لله.

و في هذه المرحلة الفاصلة بدأ مجرى حياتي بالتغير. فرجعت الى السلطنة و بدأت دراستي و كنت الطالب الوحيد الذي يذهب الى المدرسة على كرسي متحرك. عدت الى المملكة المتحدة لإكمال علاجي و استطعت بفضل من الله ان أعود الى أهلي ماشياً على عكازين او كما أحب أن أسميها طائراً على عكازين.

وثم رجعت الى دراستي طبيعيا وعاودت بعد فترة العودة الى لندن لإكمال العلاج وأجريت لي عمليات اخرى واستمر اربعة اشهر عام 1987 وثلاثة اشهر بعام 1993 اخرى العلاج.

و أستمرت حياتي على هذا المنوال بين الدراسة و العلاج. و مكنتني رحلاتي العلاجية من اكتساب ثقافة المثابرة و العمل و عدم الأستسلام.

و عند وصولي إلى المرحلة الثانوية إتخذت قرار الأنتقال من ربوع صلالة الجميلة و الإبتعاد عن الأهل لتحصيل العلم في العاصمة مسقط. و جدت معارضة من الاهل يشوبها الحذر و الخوف ولكن ثقتهم كانت كبيرة بقدراتي ، فأنتقلت الى مسقط حيث مكنني وجودي فيها من الإحتكاك و التعرف على إخواني من أصحاب الإعاقات المختلفة و تبادل التجارب و الخبرات في الخوض في غمار الحياة.

بدأت بالعمل التطوعي معهم في مسقط حيث حضرت الكثير من المؤتمرات في الداخل و الخارج، وكنت أوفق بينه وبين الدراسة وبعد إكمالها وجدت قناعة في نفسي بضرورة العمل لأنه يمنحني إستقلالية أكثر و يعزز من تواصلي مع الناس و المجتمع.

مهمة البحث عن العمل كانت شاقة حيث لم اترك باب إلا وطرقته ولم أيأس فتوجهت الى الوزارات وثم الشركات والحمد لله توظفت في احدى الشركات في قسم التوظيف لمدة اربع سنوات واكملت دراستي الثانوية العامة، وتعلمت السياقة ورزقت بوظيفة اخرى في احدى اكبر الشركات بالسلطنة وهي الشركة العمانية للغاز المسال الطبيعي في دائرة الموارد البشرية بقسم التوظيف والحمد لله اثبت جدارتي وكان العمل ممتعا وشاق بداية المشروع وكان كثير من المراجعين يستغربون من ذلك الشخص المعوق كيف يقدر أن يتحرك ويستقبل المراجعين وكنت أعمل بالمكتب الرئيسي بمسقط الذي يستلزم مني الذهاب أسبوعيا الى مدينة صور بالمنطقة الشرقية كون الشركة تملك موقعين احدهما في صور والأخر في مسقط. وقد كانت مدينة صور تبعد من مسقط في تلك الفترة حوالى 350 كليومتر وكنت أقود السيارة وحدي وأمتد هذا الوضع من 1998 الى 2005. ثم انتقلت الى دائرة الادارة والخدمات في مصنع الشركة في صور فأنتقلنا انا وعائلتي  أليها.

بدأت أحلامي تكبر و وجدت في نفسي الرغبه بأكمال دراستي الجامعيه  في خارج السلطنة ولكن لم يكن لي نصيب في ذلك فشاءت الأقدار ان تطرح الشركة منحا دراسية للموظفين بعد ساعات الدوام الرسمي وقدمت طلبي والحمد لله تم قبوله وبدات دراستي في الفترة المسائية في كلية صور الجامعية بصور ورغم صعوبة الجمع بين العمل والدراسة الا انني بعزيمة خالصة تمكنت من اجتياز سنوات الدراسية بنجاح وحصلت على شهادة  البكلوريوس في الادارة والتسويق.

ما زال طموحي مستمرا وما زلت أرى طلب العلم غاية يطمح لها ذاتي فقررت ان أكمل دراساتي العليا فألتحقت بجامعة بيدفوردشير البريطانيه بمسقط لكي ادرس ماجستير في ادارة الاعمال حيث أحضر فصول دراسيه يومين في كل شهر في اجازة اسبوع وبحمد الله أتممت فصلا الآن وسيتبقى لي ثلاث فصول دراسيه لأحقق هذا الطموح .

مع تحياتي مقدم ملخص عن التجربة التحدي،،،

بتاريخ: الخميس 26-06-2014 01:19 صباحا  الزوار: 1946    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :2
عدد الزيارات : 5821642
عدد الزيارات اليوم : 3544