اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
نوبات الغضب عند الأطفال - الأسباب والمظاهر والعلاج

نوبات الغضب عند الأطفال - الأسباب والمظاهر والعلاج

 

حسين محيي الدينسباهي

نوبة الغضب هي انفجار عنيف للغضب، ويتجلى الغضب الشديد فيفقدان السيطرة التام الذي يلاحظ في الصراخ، والشتم وتكسير الأشياء والتدحرج علىالأرض.
والأطفال الأصغر قد يتقيؤون أو يتبولون في ملابسهم أو يحبسون أنفاسهموفي حالات نادرة قد يهاجم الطفل الراشد جسديًا بالضرب أوالركل.
وتعتبر نوبات الغضب بين صغار الأطفال أمرًا طبيعيًا ولكنها نادرًا ماتكون علامة على وجود اضطراب انفعالي خطير.

 

وتنتشر نوبات الغضب في عمر «2- 4» سنوات عندما يُظهر الأطفال لأولمرّة نزعة سلبية أو استقلالية، ومع عمر «5 - 12» سنة يصبح بإمكانهم التعبير عنأفكارهم لفظيًا، وتميل نوبات الغضب إلى التناقص.
وتحدث بشكل متقطع فيبداية سن المراهقة. وهناك قلة من الأفراد لا يتركون هذا السلوك مع تقدمهم بالعمروتستمر نوبات الغضب عندهم وتظهر في سلوك الصراخ، والضرب، وقذف الأشياء وذلك فيمرحلة الرشد.
وقد تكون تنشئة الطفل أقل عسرًا لوأنها كانت مهمة لا تتعدى تهذيب الخصائص التي تجد على الفرد حين يحاول أن يكيفحياته، وأن يستأصل شأفة الميول المرذولة التي تقف عثرة في سبيل نموه. غير أن الشخصية المتكاملة لا تقوم بأكملها على ما يمكن أن يسمى بالميولالاجتماعية مثل الحب والتعاطف والأمانة والإيثار، إذ إن الفرد يستشعر من الأمور ماهو أكثر سذاجة من تلك كانفعالات الغضب والكراهية والغيرة.

 

فالشخصية المتزنة التي تفيض كفاية وسعادة هي مزيج متناسق؛ من هذهالانفعالات ومن تلك الخصائص الخلقية، ويصدر عنه ضبط النفس وعادات التوافق. فإذا كانالمرء من هذا الطراز كان من المألوف أن يقدر في تصرفاته ما يمس منها غيره سواء أكانذلك في المنزل أم في المجتمع أم في العمل، حتى يصبح موقفه ووجوده بين أصدقائهوجيرانه وزملائه في عمله أصلًا لازمًا من الأصول التي يقوم عليها المجتمع. كما تشيعفي علاقاته الهناءة ويصدر عنها الرضا والخير.

 

ومن ثم لم نكن بصدد مشكلة نرجو من حلها استئصال ميل غـريزي كالغضب،بل أن نصطنع التربية والتدريب وأن نساعد الطفل بذلك على ضبط ذلك الميل حتى يتمكنالصغير من السيطرة عليه، بدلًا من أن يسيطر الميل على الصغير. وإذا أردنا أن تكونلهذه السيطرة قيمتها وجدواها وجب أن تكون صادرة عن نفس الطفل لا مفروضة عليه منالخارج. وما الغضب الذي يكبت يومًا بعد يوم خوفًا من العقاب إلاّ انفعال حبيسيتراكم ويشتد حتى يصل إلى حد الانفجار، وإذا به كالآلة الفتاكة تنفجر دون توقع أوانتظار.

 

ولا ينبغي أن يفوت الآباء أن الإغراق في الاهتمام بتنشئة الطفل فيهمن الخطر الداهم قدر ما في إهمال ذلك، وأن هناك من الميول التي تتنافى وأصول الحياةالاجتماعية ما يظهر من الطفل أثناء نموه مع أنها في الواقع دليل على سوائه وسلامةميوله، فما أشد تفاهة الصبي الذي لا يغضب لشيء، وما أكثر غباء الطفل وبلادته إذا لمتظهر إرادته بعصيانه الأوامر أحيانًا، بل ما أعجب طفلًا لم يدفعه حبه للاستطلاع فيبعض الأحايين إلى الإتلاف والتحطيم. وما أتفه عقلية الفتى الذي لا يُعْمِل خيالهويقيم العوالي والقصور، بل أحيانًا لنجد أن الطفل الذي تخلو نفسه من نوازع الخطيئةوالشر إن هو إلاّ امرؤ تبلدّ، لا يستجيب لما يحيط به، وقد خلت نفسه مما يقوم بنفوسالناس ويدفعها إلى العمل والنشاط.

 

ومع هذا فإن الغضب قد يصير قوة تطغى وتعصف بحياة الفرد، لأنه انفعالشديد وهو العلّة لكثير من أنواع التشرد التي قد يرتكبها الأطفال، وهو الدافع إلىارتكاب نسبة غير صغيرة من الجرائم الخطيرة في حياتهم بعد ذلك، وهو أحد خصائصالشخصية التي ينالها الصقل والتهذيب دومًا من أولئك الذين يحنون على الطفل ويعنونبأمره. ونحن في هذا البحث نعرض لظروف البيئة ومواقف الآباء التي تؤدي إلى إثارةنوبات الغضب عند أطفالهم حتى يصل الأمر بهم إلى الإدمان والشذوذ، مع طرق الوقايةوسبل العلاج.

 

كثيرًا ما يثور الغضب إذا عطل أي ميل من الميول الغريزية أو سدتأمامه السبل. فما أكثر ما نرى طفلًا صغيرًا يثور غاضبًا على الكتل الخشبية التي لاتريد البقاء واحدة فوق أخرى، أو على قطاره الصغير إذا رفض المسير والحركة، وإذابالصغير يشرع في كسرها وتحطمها لأنه عجز عن تركيبها أو دفعها إلى الحركة وفقًالرغبته، والكبير حذو الصغير يبدو من كليهما الغضب إذا وقفت أمام رغباته عقبة أوجرحت كبرياؤه واعتزازه بنفسه. بل إن الخوف إذا لم يجد له متنفسًا في الهرب قد يؤديإلى إثارة الغضب، ومثل ذلك في الحيوان إذا سدت أمامه السبل. فالغضب إذن ينتج عن عدةأسباب في البيئة التي يعيش فيها الفرد وقد يظهر على أشكال كثيرة متباينة.

 

وقد يكون غضب الطفل في بعض الأحايين رد فعل طبيعي على المواقفالواضحة وضوحًا لا خفاء فيها، كحالة الغضب التي تأتي ويكون جل عوج الطفل فيهااستجابة على إحناق أخته الصغيرة إياه، وفيما يتصل بسلوك الأطفال لا ينبغي أن نكتفيمن أن فعلًا معينًا كان مظهرًا من مظاهر الغضب، بل يجب إلى ذلك أن نحدد السبب الذيأثار الغضب إذا استطعنا ذلك. فلو أنه قد عرضت علينا مشكلة طفل قد دأب منذ أسبوعينعلى تحطيم زجاج النوافذ، ووجدنا أنه لم يكن يحطم الزجاج إلاّ عند غضبه وهياجه، كانعلينا بعد ذلك أن نكشف الظروف والأحوال التي تحيط به فتؤدي إلى إثارة انفعال الغضب. فقد نجد في هذه الحالة بالذات أن الغضب كان نتيجة من نتائج الغيرة. على أنه قديستثار كذلك إذا شعر الصغير بعدّة أمور أخرى مثل: السخط على عقاب يعتقدالطفل أنه لا يستحقه، أو مثل الخيبة في دروسه أو ألعابه. ولهذه النقطة أهمية أساسيةفي دراسة مشكلات الأطفال التي يشيع فيها الغضب، لأن لب الأمر ليس الغضب في ذاته إذإنه ليس سوى علامة تنذرنا بالخطر وتدفعنا إلى البحث عن الأسباب العميقة التي تبعثإليه.

 

ويعتمد ضبط الغضب على تكوين بعض أشكال الكف والمنع، فإذا أردنا أنينشأ الطفل إنسانًا نافعًا يحكم قياد نفسه كان من اللازم أن نغرس فيه منذ مطلعأيامه تلك القوى التي تكفه وتمسك زمامه. وأهم ما ينبغي أن يتعلمه الطفل هو أن الميلالطبيعي إلى الانتقام والأخذ بالثأر لا يجديه نفعًا. ومن مظاهر الغضب الشائعة فيالأطفال ما يسمى بنوبات الطبع، وهو انفجار لايمكن ضبطه يدفع إلى الرفس والصياح، بلهو مظاهرة تمثيلية بدنية تدل على حنق الطفل. وعلى خلاف هذا نجد بعض الأطفال إذاغضبوا لازمتهم الكآبة والعبوس.

 

والموقف الثاني هو أكثر الموقفين إيذاء للطفل، لأنه كثيرًا ما ينتهيبه إلى الهم وإلى ضروب من الهواجس المريضة التي يشيع فيها الضغن، حتى لقد تدفع تلكالميول بالطفل شيئًا فشيئًا إلى الانطواء حول ذاته، وتؤدي إلى ضياع طاقته في أفكارمخبوءة عمَّا يقع به من مظالم وهمية، وما يحل به من اضطهادات هي نسيجخياله.

وهكذا يصير الطفل مرير النفس محنقًا من الحياة. ومع هذا فإن نوباتالطبع تنتهي في العادة إلى مظهر من مظاهر السلوك الممقوتة تبقى حينًا ثم يصفو الجوويعتدل الطفل حتى تحين ظروف أخرى تدعو إلى إثارةالغضب.

ويقول الاختصاصي النفسي ألبرت تريشمان (AlBERT TRIESHMAN) إننوبة الغضب ليست حادثة هدامة فردية، وإنما هي سلسلة أحداث، متطورة خلال مراحلمختلفة تبدأ بالمرحلة الأولى المألوفة لكل أب وتعرف بمرحلة التذمر والدمدمة: (RUMBlING GRUMBLING) حيث يبدأ الطفل بالدمدمة والتذمر، ويظهرعليه النكد ويدور في البيت مقطبًا، ولا شيء يرضيه، بغض النظر عن النشاط الذيتقترحه.

 

فالطفل يتوتر وينزعج وتنفجر نوبة الغضب لديه لدى تعرضه لأي استفزازأو نقد من قبل الأبوين، وعند ذلك يصرخ الطفل، ويحطم الأشياء وإذا قاوم الطفل جهودأبويه للسيطرة على انفعاله، فقد يزيد من معارضته لأقوال والديه أوأفعالهم.

فإذا قلت للطفل اهدأ فإنه يصرخ، لأن هذه المرحلة هي مرحلة (لا.. لا) ومن الأفضل أن تقول للطفل في هذه الحالة «ستصبح مسؤولًا عن نفسك - رجلًا مثلًا - عندما يصبح بإمكانك وقف كل هذا الصراخ» عندها تبدأ نوبة الغضب بالهدوء والزوالتدريجيًا ويحل الاكتئاب محل العدوان أما المرحلة الثانية فهي المرحلة التي يقولفيها الطفل «اتركني وحدي» حيث يصبح الطفل فيها حزينًا وهادئًا، ومع أنه لا يريدالتفاعل مع والديه إلا أنه قد يقبل كأسًا من الشاي أو الماء. وفي الأخيرة مرحلةبقايا نوبة الغضب أو ما بعد نوبة الغضب يكون فيها الطفل متعبًا محمر الوجه،ومستعدًا لمتابعة نشاطه العادي. وقد يتصرف وكأن شيئًا لم يحدث. هذا ومن الجدير ذكرهأن الطفل يلغي نوبة الغضب إذا شعر بأن والديه يعتبرانها حالة هيجان حول قضية تافهة،وهكذا يبدأ الطفل بالقيام بمحاكمة عقلية بدلًا من الاندفاع في ثورة غضب أعمى كماتميل فترة غضبه التي تعقب ثورة الغضب إلى القصر، هذا ما يميز سلوك الطفل في مراحلنموه ونضجه المتكاملة انفعاليًا وعقليًا وجسديًا... ومن علامات النضج أيضًا ردودالفعل الهادئة عند الطفل بعد نوبة غضب والتعبير عن الندم والمحبة للوالدين. وعندماتصبح نوبات الغضب طريقة مفضلة عند الطفل لحل مشكلاته وبشكل دوري فإنها تعكس مشكلةسلوكية خطيرة، تحتاج إلى الإرشاد النفسي اللازم حرصًا على عدم تطورها إلى اضطرابيتبدى بأنماط سلوك غير سوية تحتاج للعلاج النفسي. إن التكيف مع غضب الأطفال يمكن أنيكون محيرًا ومزعجًا ومثيرًا للقلق عند الأبوين، ومصدرًا لإثارة الغضب عندهما.

 

 

 

 

 

 

بتاريخ: الثلاثاء 20-01-2015 06:20 مساء  الزوار: 2105    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :1
عدد الزيارات : 5821599
عدد الزيارات اليوم : 3501