اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
المشكلات الجنسية للإبن المعاق عقليا - د. سماح محمد لطفي محمد عبد اللطيف

من المشاكل ألكبري التي توقع أسرالمعاقين عقليا البالغين منهم على وجه الخصوص تحت ضغوط نفسية شديدة هي الحياةالجنسية لهؤلاء الأبناء ، ومدي إمكانية التوافق والزواج لديهم وهي من المشكلاتالمتعلقة بخصائص الابن ،

وقد أشارت نتائجدراسة  أدجرتونإلي أن الحياة الجنسية للأبناء المعاقين عقليا ومدي قدرتهم على القيام بمسئولياتالأبوة والأمومة تعد من أهم مصادر الضغوط النفسية التي تقع على الوالدين، ويتمالتخفيف من حدة هذه الضغوط النفسية والاجتماعية من خلال مناقشة الوالدين للمتخصصينفى العمل مع حالات الإعاقة العقلية عن قرار الزواج لهذه الفئة حيث أن نسبة كبيرة منحالات فئة التخلف العقلي البسيط تتمكن من النجاح فى الزواج بصورة اقرب للطبيعية ( 1).

ومن الناحية العلمية وجد أن معظم الأفراد المعاقين عقليا يمرون بمراحلالنمو الطبيعي نفسها التي يمر بها الأفراد غير المعاقين , وإن كان المعاقون يمرونبهذه المراحل أبطأ وأحياناً أسرع من غيرهم , وبالتالي فإنهم يمرون أيضاً بمرحلةالبلوغ الجنسي في الغالب , كما أن لهم في الأغلب الإحتياجات نفسها التي للآخرين , وبالنظر لضعف إدراك هؤلاء الأفراد المعاقين ذهنياً للقيم والمعايير التي تحكمالسلوك الإجتماعى فإن كثيراً من هؤلاء الأفراد قد لا يميزون بين السلوك المقبولإجتماعياً والسلوك الغير مقبول , وبالتالي فقد نجدهم يطورون في المجال ( بدوافععاطفية أو جنسية ) بعض أنماط من السلوك التي قد تتعزز - لسوء الحظ - نتيجة لبعضردود الأفعال التي يظهرها بعض المحيطين بالطفل , إن الأطفال المعاقين عقليا يتسمونبشكل عام بسهولة انقيادهم للآخرين , وهذه الصفة قد جعلت بعضاً من ضعاف النفوس منغير المعاقين يعملون على إستغلالهم لمآرب غير أخلاقية, وهو الأمر الذي قد يحدث فيبعض الأحيان إن لم نحسن تنشئة أطفالنا المعاقين وتربيتهم( 2) .

كما يوجدالكثير من الأفكار والمعتقدات الثقافية غير الصحيحة فيما يتعلق بالجنس لدي الأطفالالمعاقين ، والخرافة الأكثر شيوعاً في هذا الصدد هي أن الأطفال والشباب المعاقين لاعلاقة لهم بالجنس أو السلوك الجنسي بالتالي فهم في غير حاجة إلي التربية الجنسية ،والحقيقة أن كل الأطفال كائنات اجتماعية وجنسية منذ اليوم الأول لولادتهم إذ ينموكل الأطفال ويصبحون مراهقين بأجساد مكتملة النضج البدني مصحوباً بالكثير منالاحتياجات الاجتماعية والجنسية ، وهذا الأمر حقيقياً بالنسبة للغالبية العظمي منالأطفال بما فيهم الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة , ويعتقد كثير من الناس ،لاعتبارات عديدة معظمها خاطئ أن الأشخاص المعاقين لن يتزوجوا ولن يكون لديهم أطفالا , بل ليس من حقهم الزواج وإنجاب الأطفال وبالتالي فهم لا يحتاجون إلي تعلم أي شيئمرتبط بالموضوعات الجنسية أو السلوك الجنسي ، وهذا الأمر غير حقيقي أيضا ، إذ أصبحمن حق المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة مع تزايد إدراك حقوقهم خاصة حقهم في العيشبصورة أكثر استقلالية وما يفرضه ذلك من تحسين كفاءتهم الشخصية وأهليتهم للتمتعبكافة أشكال أنشطة وخبرات الحياة الاجتماعية العادية ومنها بطبيعة الحال الحق فيالزواج وتشكيل أسرة وإشباع الدوافع الجنسية في إطار اجتماعي شرعي مقبول (3 ) ، كماتوجد معتقدات ثقافية أخرى تؤكد أن الأطفال المعاقين عقلياً ينزعون إلى الجريمة أوإلى الإنحراف الجنسي , وقد وجد أن الأسرة تتأثر كثيراً بهذه المعتقدات الشائعة عنالأطفال المعاقين عقلياً فليس صحيحاً أن هؤلاء الأطفال ينزعون إلى الجريمة أو إلىالإنحراف الجنسي , بل العكس هو الصحيح فالطفل المعاق أكثر حاجة إلى الحب والحنان منالطفل العادي ( 4 ) .

ومن هنا جاءت الحاجة الملحة لما يعرف بالتربية الجنسيةلذوي الاحتياجات الخاصة التي تعتبر أمراً وجوبيا تفرضه كل الاعتبارات العلميةوالدينية إلا أنه يمثل تحديا صعبا واختبارا جديا لإرادة المجتمع المعلنة فقط عليالمستوي النظري إذ لا يتاح لهؤلاء الأشخاص علي أرض الواقع الفرص التي تمكنهم مناكتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات والقيم الضابطة للسلوك الاجتماعي والسلوكالجنسي ، وعليه فهم في حاجة ماسة إلي مواد تعليمية مقروءة بلغة تتناسب مع قدراتهموبنائهم النفسي ليتمكنوا من الحصول علي مثل هذه المعلومات ، إذ من خلال فرص التعلمومناقشة مختلف أبعاد النشاط الجنسي الإنساني وفهم المضامين والأبعاد الاجتماعيةلهذا النشاط والقيم والضوابط المنظمة له وتنمية وعيهم بمسئوليتهم الذاتية عنأجسادهم وأفعالهم .

و تتفق الباحثة مع الراى القائل بأنه تجدر الإشارة إليأن التحدث بصيغة الجمع عن التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة هكذا إجمالا أمرايتنافي وطبيعة التباين الشديد في الخصائص النفسية والسلوكية لفئات ذوي الاحتياجاتالخاصة فمنطق الأمر يقتضي عند التحدث عن التربية الجنسية مثلا لفئة ذوي الاحتياجاتالخاصة من الصم أو ضعاف السمع أو المعاقين عقلياً أو من ذوي اضطراب التوحد أن نضعفى اعتبارنا ذلك التباين الشديد في الخصائص النفسية والسلوكية لفئات ذوي الاحتياجاتالخاصة (5).

ومن واقع عمل الباحثة فى مجال الإرشاد الأسرى لأسر المعاقينعقليا تتفق كلية مع الرأي القائل بأهمية التربية الجنسية للمعاقين عقليا , حيث أنمعظم الأطفال المعاقين عقليا يمرون بمراحل النمو الطبيعي نفسها التي يمر بهاالأفراد غير المعاقين , و يمرون أيضاً بمرحلة البلوغ الجنسي , كما أن لهم نفسالإحتياجات الاجتماعية والجنسية التي للآخرين والتي يجب أن يتم إعطاء الأسرة فكرةعنها من خلال الإرشاد الأسرى والتربية الجنسية للمعاقين عقليا , و من خلال إمدادالأسرة بالمعلومات العلمية المبسطة عن خصائص مرحلة المراهقة والبلوغ التي يمر بهاالأبناء المعاقون عقليا مع التأكيد على أن الشخص المعاق له نفس الاحتياجات النفسيةوالجنسية الموجودة لدى الفرد العادي , والتي يجب أن تقنن وفقا لمعايير المجتمعوأخلاقياته , ووفقا للقيم الضابطة للسلوك الاجتماعي والسلوك الجنسي وتوظيف السلوكالجنسي للمعاقين عقليا في إطار ضوابط قيمية وثقافية , فضلا عن توعية الأسرةبالأساليب العلمية السليمة التي تمكنها من التعامل مع الأبناء المعاقين عقليا فىهذه المرحلة , ومع تبنى الباحثة لهذا الرأي , إلا أنها تضيف بعدا جديدا يعزز أهميةالتربية الجنسية للمعاقين عقليا , حيث انه بالنظر لضعف إدراك هؤلاء الأفرادالمعاقين عقليا للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الإجتماعي , فإن كثيراً من هؤلاءالأفراد قد لا يميزون بين السلوك المقبول إجتماعياً والسلوك الغير مقبول , وبالتاليفقد نجدهم يسلكون - بدوافع عاطفية أو جنسية - بعض أنماط من السلوك التي قد تتعزز - لسوء الحظ - نتيجة لبعض ردود الأفعال التي يظهرها بعض المحيطين بالطفل , حيث أنالأطفال المعاقين عقليا يتسمون بشكل عام بسهولة انقيادهم للآخرين , وهذه الصفة قدشجعت بعضاً من ضعاف النفوس - من غير المعاقين- على إستغلالهم لمآرب غير أخلاقية , وهو الأمر الذي قد يحدث في بعض الأحيان إن لم نحسن تنشئة أطفالنا المعاقين وتربيتهموتوعيتهم وتدريبهم على كيفية حماية أنفسهم ومراعاة الأسس الدينية في التربية , وشغلأوقات فراغهم واستغلال الطاقة الموجودة عندهم بما يعود عليهم بالفائدة .

------ -----
(1)
أمل المخزومي , التربية الجنسية والتعامل الإجتماعيللمعوقين عقلياً , مقالة منشورة على الإنترنت في موقع مجموعة المساندة , لمنعالاعتداء على الطفل والمرأةwww.musanda.com , 2007 , ص ص 1-4 ,.
(2)
سمية طه جميل ، مرجعسابق , ص ص 54- 55.
(3)
محمد السعيد عبد الجواد ، التربية الجنسية للأطفالوالمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة , بحث مقدم ضمن فعاليات الدورة التدريبية لتأهيلالعاملين في مجال التربية الخاصة ، إشراف : جمعية الحياة للجميع لرعاية ذويالاحتياجات الخاصة ، ص ص 1-2, 2004 , بحث منشور علي موقع : www.guilfkids.com
(4)
تشارلز , إيرنج , وآخرون , الموسوعة الطبية الحديثة ,الجزء الرابع (ت) , مرجع سابق , ص 500 .
(5)
محمد السعيد عبد الجواد ، التربية الجنسية للأطفالوالمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة, بحث مقدم ضمن فعاليات الدورة التدريبية لتأهيلالعاملين في مجال التربية الخاصة ، إشراف : جمعية الحياة للجميع لرعاية ذويالاحتياجات الخاصة ، مرجع سابق ، ص ص 1 , بحث منشور علي موقع : www.guilfkids.com

بتاريخ: الأربعاء 18-06-2014 02:26 صباحا  الزوار: 5353    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :1
عدد الزيارات : 5821625
عدد الزيارات اليوم : 3527