اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
التماسك الأسري لدى أسر الأطفال المعوقين

إن ولادة طفل معاق يمثل ضغطا على الوالدين وعلى الاسرة بشكل عام، ويترك تأثيرا واضحا على تكيف الاسرة وتماسكها، فقد تتأثر علاقات الاسرة بسبب متطلبات الطفل المعاق، والتي تتطلب من أفراد الاسرة العمل تحت ظروف من الضغط النفسي والتوتر والقلق، والحرمان من إشباع حاجاتهم الشخصية والذي بدوره سينعكس على علاقات أفراد الاسرة مع بعضهم البعض، وقد يتولد لديهم شعور بالرفض اتجاه الطفل المعاق، والكراهية والرغبة في الهروب، والخجل، مما يدفع بهم إلى العدوان والانطواء، والعزلة والاكتئاب، إضافة إلى ذلك فان وجود طفل معاق يتطلب الرعاية المستمرة والاهتمام مما ينتج عنه الإرهاق الجسمي والنفسي للوالدين والذي سينعكس على نشاطاتهما الحياتية وعلى تماسك أفراد الاسرة (Thomas, 1979).
وبناءا على ذلك فان وجود طفل معاق داخل الاسرة هو أكثر تحد للآباء، ويمتد إلى الاسرة بأكملها، فالبنسبة للآباء فان هذا الطفل هو حدث يؤدي إلى التغير في حياة الاسرة كاملة، حيث يعمل على تغيير أهدافها وتوقعاتها (Bruce, 2001)، وإذا كان كل تغير يصيب احد أفراد الاسرة يؤثر في بقية الأفراد الآخرين فان مولد طفل معاق في الاسرة لا شك يؤثر تأثيرا كبيرا في المناخ الذي يسود العلاقات البيئية بين أعضاء الاسرة، وفي مشاعر الأعضاء المتبادلة، فقد تمر الاسرة بمراحل من الضغوط والتوترات، والأعباء الجسمية والنفسية، التي تسببها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تقوية العلاقات الأسرية وتماسكها لمواجهة هذا الضغوط والتوترات أو قد تضعف هذه العلاقة (كفافي، 2001).


إن الأبحاث المتعلقة بدراسة اسر الأطفال المعاقين أصبحت تأخذ منحى جديدا، فبدلا من التركيز على الضغوطات التي تتعرض لها الأسر فقط، فقد أصبحت تركز أيضا على كيفية مواجهة الأسر للإعاقة (Bennett & Deluca, 1996)، وذلك من خلال التركيز على قوة الاسرة واتحاد أفرادها مع بعضهم البعض لمواجهة الإعاقة، حيث تعتبر العلاقة بين الأم والأب من أكثر العوامل التي تؤثر على مستوى هذه العلاقة، فإذا كانت العلاقة بين الأم والأب قوية ويدعم كل منهما الأخر فان ذلك سوف ينعكس على كل أفراد الاسرة، وبالمقابل عندما تكون هناك مشكلات في العلاقة بين الزوجين، فان تأثير التوترات سوف يشمل كل أفراد الاسرة(Bailey & Smith, 2000)، كما قد يشمل السياق الاجتماعي والثقافي الذي تعيش ضمنه هذه الأسر، حيث يتمثل هذا السياق في نسق الاسرة الممتدة، ونسق المعتقدات، والنسق الاجتماعي ككل(Olson,2000).
إذا كانت الاسرة تتمتع بتاريخ طويل من العلاقة الوطيدة التي لم تتعرض لنزاعات فانها أكثر قدرة على المحافظة على هذا التقارب الروحي حتى بوجود الطفل المعاق، فوجود الطفل المعاق ليس العامل الذي أدى إلى الاختلال في العلاقة بين أفراد الأسر، وإنما وجود الطفل المعاق قد أعطى فرصة أو مجال أخر لتعاد فيه نفس الأنماط من العلاقات القائمة أصلا، هذا ولم يظهر أي تأثير لشدة الإعاقة عند الطفل على طبيعة العلاقة الدائمة لدى الأسر التي لم تتصف بالتعاون والدعم، إنما كان هناك شعور اكبر عند الأسر بأنهم تركوا مهملين كلما كانت شدة الإعاقة اكبر، وان التواصل الفعال كان مرتبطا بفكرة التقارب الروحي المتواصل بين الأفراد، كما أن وجود الحوار والتواصل الايجابي يسهل حل المشكلات، وبالتالي تكون الاسرة أكثر قدرة على المحافظة على التقارب في العلاقة(يحيى، 2003).
ويمكن للأسرة التي لديها طفل معاق أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها من خلال تكيفها وتماسكها، حيث تظهر ردود الفعل الايجابية نحو الطفل والتي يدرك معها الوالدين حاجة الطفل المعاق الحقيقية إلى الاهتمام والرعاية والتدريب في جو يسوده التقبل والعطف، ومن خلال تماسك الاسرة يصبح إخوة المعاق أكثر قدرة على فهم الظروف التي تعيشها الاسرة، وأكثر رغبة في المساعدة، وهذا يؤثر على تقارب الزوجين والذي سينعكس بدوره ايجابيا على الطفل المعاق، والوصول به إلى أقصى حدود النمو وبالتالي يساعده على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات(Roessler & Salton, 1973).
ومن وجهة نظر منك(Mink) فانه يرى أن هناك خمس فئات من الأسر هي: الأسر المتماسكة المتكيفة، والأسر غير المتكيفة نسبيا، والأسر المهتمة بالطفل والقادرة على التعبير، والأسر ذات المعنويات المتحفظة، والأسر المنغلقة على ذاتها المفتقرة إلى التكيف، كما انه يرى أن هنالك فروقا بين هذا الفئات من الأسر من حيث خصائص الأسر والأطفال وذلك على النحو التالي: الأسر المتماسكة والمتكيفة أظهرت مستويات اقل من النزاعات ومستويات عالية من القناعات الدينية، والأخلاقية، أما الأسر المهتمة بالأطفال والقادرة على التعبير فهي تتصف بمستويات عالية من الاعتزاز بالذات، والعطف، والدفء، نحو الأطفال، ولا تستخدم العقاب البدني، أما الأسر المفتقرة إلى الانسجام، والتكيف، والمهتمة بالضبط فقد اظهر الأطفال سلوكا تكيفيا منخفضا، وسلوك غير تكيفي ملحوظ في كل من البيت والمدرسة، أما الأسر ذات المعنويات المتحفظة والمحرومة فقد كان الآباء معدومين ماليا، ويشعرون بالأسى، وكان أطفالهم منعزلين، ومفهوم الذات لديهم منخفضا، أما الأسر المنغلقة على ذاتها، وغير منسجمة فكانت تتجنب الإفصاح عن مشكلاتها، ولا تقدم المعلومات (الخطيب، 1992).
هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بأهمية التماسك في اسر المعاقين، والتي أوجدت أن التماسك هو واحد من أفضل المصادر التي نظمت لتوظيف الاسرة، فمن وجهة نظر الباحثين(Olson, David, John,1994) وجدوا أن الآباء والأمهات اللذين لديهم أطفال معاقين ممكن أن يتأثروا بالتماسك الأسري بشكل مختلف، وفي دراسة أجراها كروس(Krauss, 1993) على أباء وأمهات أطفالهن لديهم إعاقات متطورة مثل متلازمة داون، وإعاقات حركية، والتأخر ألنمائي، حيث تم إجراء مسح على الآباء في الوقت الذي بدأ فيه تقديم خدمات التدخل المبكر لأبنائهم، وبحسب التقارير التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة على الآباء والأمهات فقد وجد كروس(Krauss, 1993) أن الأمهات لديهن تماسك وتكيف اسري واضح بشكل أكبر من الآباء، وتقترح هذه الدراسة أن الآباء والأمهات هي اسر متماسكة ومتأثرة ومتكيفة بشكل مختلف عندما يكون لديها طفل معاق، كما اشترك الباحثين في مؤتمر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة لاختيار عينة مكونة من (503) أمهات لديهن أطفال معاقين، بحيث تم اختيارهن بالاعتماد على معيار متعلق بالطفل المعاق الذي يكون عمره ما بين سنة وستة سنوات، وان إعاقات الأطفال تتضمن متلازمة داون، والشلل الدماغي، والإعاقة العقلية، والتأخر النمائي، والإعاقة الحسية، وبالمقارنة مع العينة المعيارية لمقياس موزس (Moos's) للبيئة الأسرية(Becklmam, 1991) فقد وجد أن استجابة الأمهات المرتبطة بالأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقات ارتفعت إلى مستوى عال من الاستجابات فيما يتعلق بمجالات التماسك، والتعبير، والدين، والتنظيم، هذا يعني أن الأسر التي لديها طفل لديه إعاقة ممكن أن توضع بشكل أكثر على قيمة التماسك من نشاطات إعادة الإبداع الفعال وتحقيق التوجه(Becklmam, 1991).
إن الأسر التي لديها طفل معاق ممكن أن يكون لديها مستويات اقل من الضغوط، والضغوط الوالدية أيضا عندما تشعر هذه الأسر بأنها أكثر تماسكا، وفي الدراسات الطولية التي قام بها (Warfield, Krauss, Hauser, Shonkoff, 1999) على (97) من الأمهات تم توظيفها من خلال برامج التدخل المبكر، حيث تم التوصل مع الأمهات في بداية تقديم خدمات التدخل المبكر، ولكي تكون المشاركة قانونية يجب أن يكون لدى الأطفال متلازمة داون، وإعاقة حركية، أو يكون لديهم تأخر نمائي غير محدد ولكن مصنف، كما انه يكون عمر الطفل(27) شهرا أو بالغ، ولقد تم تقييم ألأمهات من خلال المقابلة والاستبيانات ثلاثة مرات وكانت على النحو التالي: عندما يدخل الطفل إلى برنامج التدخل المبكر، وعندما يترك الطفل البرنامج في عمر ثلاثة سنوات، وعندما يدخل الطفل الروضة، فقد وجدت هذه الدراسة تماسك اسري كبير جدا عندما يكون عمر الطفل ثلاثة سنوات، ويكون مستوى الضغط متدني، بالمقابل عندما يكون الطفل في الخامسة يكون التماسك الأسري متنبأ به من خلال المستويات الدنيا للضغوط المتعلقة بالطفل والوالدين، لذلك فان العلاقة السببية لم تتضمنها هذه الدراسة، ولكنها ظهرت عندما شعرت الأمهات بالدعم من خلال الوحدة الأسرية، ومستويات الضغوط المرافقة للاعتناء بالطفل المعاق قلت.
إن إعاقة الطفل المرتفعة قد تكون مرتبطة بالصعوبات المتعلقة ببقاء علاقة التماسك الوالدي، ولقد اختار بريستول(Bristol, Gallagher, Schopler,1988) (56) أبوين لأسر قوقازية لدراسة مدى التكيف والدعم الزوجي، حيث أن كل الأسر لديها طفل يتراوح عمره ما بين (2-6 سنوات )، وقد كان في هذه الدراسة(31) أسرة لديها طفل مشخص على انه يعاني من التوحد واضطراب تواصلي، و(25) أسرة لديها أطفال معاقين، وبالاعتماد على التقارير الشخصية فقد وجد أن الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من إعاقات نمائية سجلوا على أنهم في خطر مشاكل الأمومة، وعلى عكس الآباء الذين ليدهم أطفال معاقين، وبالرجوع إلى تدخل الآباء فان الآباء الذين لديهم أطفال معاقين يعانون من مشاكل أمومة أكثر من الآباء الذين ليس لديهم أطفال معاقين، فالأمهات في تلك المجموعتين يشعرن بدعم عاطفي متدني من أزواجهن أكثر من الأزواج الذين دعما من زوجاتهم، مما يؤدي هذا إلى تدني من الشعور بالتماسك الأسري، وصعوبة التكيف اتجاه الآباء الذين يعانون من الضغوط، ولقد كشفت دراسة بريستول (Bristol et al, 1988) أن التأثير والدعم الزوجي المتواصل أفضل متنبئ للتكيف والتماسك الأسري لدى الأسر التي لديها طفل معاق، وان الأسر التي لديها طفل معاق تسجل أعلى مستويات من التماسك والتكيف الأسري من الأسر التي ليس لديها أطفال معاقين(Becklmam, 1991)، وعلى أية حال هناك دراسات تظهر أن الآباء لديهم صعوبات في التماسك وعلاقة الأمومة متعلقة بالآباء(Bristol et al, 1988)، كما تظهر دراسة (Warfield et al, 1999)، وكما أن هناك أيضا اسر لديها ميول كبير نحو التماسك عندما تكون هنالك ضغوط اقل لدى الوالدين، والعكس صحيح فانه عندما تزداد مستويات مشاعر الوالدين للضغوط يؤدي إلى شعور اقل في التماسك لدى الأسر وصعوبة التكيف اتجاه الإعاقة (Warfield et al, 1999).
وعلى الرغم من أن هنالك العديد من الدراسات أظهرت أن هنالك ارتفاع كبير في التماسك الأسري لدى الأسر التي لديها أطفال معاقين، وبالمقابل هنالك دراسات أخرى أظهرت أن العلاقة بين الآباء لم تكن متماسكة عندما يكون هنالك طفل معاق(Bristol et al, 1988).

إن ولادة طفل معاق يمثل ضغطا على الوالدين وعلى الاسرة بشكل عام، ويترك تأثيرا واضحا على تكيف الاسرة وتماسكها، فقد تتأثر علاقات الاسرة بسبب متطلبات الطفل المعاق، والتي تتطلب من أفراد الاسرة العمل تحت ظروف من الضغط النفسي والتوتر والقلق، والحرمان من إشباع حاجاتهم الشخصية والذي بدوره سينعكس على علاقات أفراد الاسرة مع بعضهم البعض، وقد يتولد لديهم شعور بالرفض اتجاه الطفل المعاق، والكراهية والرغبة في الهروب، والخجل، مما يدفع بهم إلى العدوان والانطواء، والعزلة والاكتئاب، إضافة إلى ذلك فان وجود طفل معاق يتطلب الرعاية المستمرة والاهتمام مما ينتج عنه الإرهاق الجسمي والنفسي للوالدين والذي سينعكس على نشاطاتهما الحياتية وعلى تماسك أفراد الاسرة (Thomas, 1979).
وبناءا على ذلك فان وجود طفل معاق داخل الاسرة هو أكثر تحد للآباء، ويمتد إلى الاسرة بأكملها، فالبنسبة للآباء فان هذا الطفل هو حدث يؤدي إلى التغير في حياة الاسرة كاملة، حيث يعمل على تغيير أهدافها وتوقعاتها (Bruce, 2001)، وإذا كان كل تغير يصيب احد أفراد الاسرة يؤثر في بقية الأفراد الآخرين فان مولد طفل معاق في الاسرة لا شك يؤثر تأثيرا كبيرا في المناخ الذي يسود العلاقات البيئية بين أعضاء الاسرة، وفي مشاعر الأعضاء المتبادلة، فقد تمر الاسرة بمراحل من الضغوط والتوترات، والأعباء الجسمية والنفسية، التي تسببها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تقوية العلاقات الأسرية وتماسكها لمواجهة هذا الضغوط والتوترات أو قد تضعف هذه العلاقة (كفافي، 2001).


إن الأبحاث المتعلقة بدراسة اسر الأطفال المعاقين أصبحت تأخذ منحى جديدا، فبدلا من التركيز على الضغوطات التي تتعرض لها الأسر فقط، فقد أصبحت تركز أيضا على كيفية مواجهة الأسر للإعاقة (Bennett & Deluca, 1996)، وذلك من خلال التركيز على قوة الاسرة واتحاد أفرادها مع بعضهم البعض لمواجهة الإعاقة، حيث تعتبر العلاقة بين الأم والأب من أكثر العوامل التي تؤثر على مستوى هذه العلاقة، فإذا كانت العلاقة بين الأم والأب قوية ويدعم كل منهما الأخر فان ذلك سوف ينعكس على كل أفراد الاسرة، وبالمقابل عندما تكون هناك مشكلات في العلاقة بين الزوجين، فان تأثير التوترات سوف يشمل كل أفراد الاسرة(Bailey & Smith, 2000)، كما قد يشمل السياق الاجتماعي والثقافي الذي تعيش ضمنه هذه الأسر، حيث يتمثل هذا السياق في نسق الاسرة الممتدة، ونسق المعتقدات، والنسق الاجتماعي ككل(Olson,2000).
إذا كانت الاسرة تتمتع بتاريخ طويل من العلاقة الوطيدة التي لم تتعرض لنزاعات فانها أكثر قدرة على المحافظة على هذا التقارب الروحي حتى بوجود الطفل المعاق، فوجود الطفل المعاق ليس العامل الذي أدى إلى الاختلال في العلاقة بين أفراد الأسر، وإنما وجود الطفل المعاق قد أعطى فرصة أو مجال أخر لتعاد فيه نفس الأنماط من العلاقات القائمة أصلا، هذا ولم يظهر أي تأثير لشدة الإعاقة عند الطفل على طبيعة العلاقة الدائمة لدى الأسر التي لم تتصف بالتعاون والدعم، إنما كان هناك شعور اكبر عند الأسر بأنهم تركوا مهملين كلما كانت شدة الإعاقة اكبر، وان التواصل الفعال كان مرتبطا بفكرة التقارب الروحي المتواصل بين الأفراد، كما أن وجود الحوار والتواصل الايجابي يسهل حل المشكلات، وبالتالي تكون الاسرة أكثر قدرة على المحافظة على التقارب في العلاقة(يحيى، 2003).
ويمكن للأسرة التي لديها طفل معاق أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها من خلال تكيفها وتماسكها، حيث تظهر ردود الفعل الايجابية نحو الطفل والتي يدرك معها الوالدين حاجة الطفل المعاق الحقيقية إلى الاهتمام والرعاية والتدريب في جو يسوده التقبل والعطف، ومن خلال تماسك الاسرة يصبح إخوة المعاق أكثر قدرة على فهم الظروف التي تعيشها الاسرة، وأكثر رغبة في المساعدة، وهذا يؤثر على تقارب الزوجين والذي سينعكس بدوره ايجابيا على الطفل المعاق، والوصول به إلى أقصى حدود النمو وبالتالي يساعده على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات(Roessler & Salton, 1973).
ومن وجهة نظر منك(Mink) فانه يرى أن هناك خمس فئات من الأسر هي: الأسر المتماسكة المتكيفة، والأسر غير المتكيفة نسبيا، والأسر المهتمة بالطفل والقادرة على التعبير، والأسر ذات المعنويات المتحفظة، والأسر المنغلقة على ذاتها المفتقرة إلى التكيف، كما انه يرى أن هنالك فروقا بين هذا الفئات من الأسر من حيث خصائص الأسر والأطفال وذلك على النحو التالي: الأسر المتماسكة والمتكيفة أظهرت مستويات اقل من النزاعات ومستويات عالية من القناعات الدينية، والأخلاقية، أما الأسر المهتمة بالأطفال والقادرة على التعبير فهي تتصف بمستويات عالية من الاعتزاز بالذات، والعطف، والدفء، نحو الأطفال، ولا تستخدم العقاب البدني، أما الأسر المفتقرة إلى الانسجام، والتكيف، والمهتمة بالضبط فقد اظهر الأطفال سلوكا تكيفيا منخفضا، وسلوك غير تكيفي ملحوظ في كل من البيت والمدرسة، أما الأسر ذات المعنويات المتحفظة والمحرومة فقد كان الآباء معدومين ماليا، ويشعرون بالأسى، وكان أطفالهم منعزلين، ومفهوم الذات لديهم منخفضا، أما الأسر المنغلقة على ذاتها، وغير منسجمة فكانت تتجنب الإفصاح عن مشكلاتها، ولا تقدم المعلومات (الخطيب، 1992).
هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بأهمية التماسك في اسر المعاقين، والتي أوجدت أن التماسك هو واحد من أفضل المصادر التي نظمت لتوظيف الاسرة، فمن وجهة نظر الباحثين(Olson, David, John,1994) وجدوا أن الآباء والأمهات اللذين لديهم أطفال معاقين ممكن أن يتأثروا بالتماسك الأسري بشكل مختلف، وفي دراسة أجراها كروس(Krauss, 1993) على أباء وأمهات أطفالهن لديهم إعاقات متطورة مثل متلازمة داون، وإعاقات حركية، والتأخر ألنمائي، حيث تم إجراء مسح على الآباء في الوقت الذي بدأ فيه تقديم خدمات التدخل المبكر لأبنائهم، وبحسب التقارير التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة على الآباء والأمهات فقد وجد كروس(Krauss, 1993) أن الأمهات لديهن تماسك وتكيف اسري واضح بشكل أكبر من الآباء، وتقترح هذه الدراسة أن الآباء والأمهات هي اسر متماسكة ومتأثرة ومتكيفة بشكل مختلف عندما يكون لديها طفل معاق، كما اشترك الباحثين في مؤتمر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة لاختيار عينة مكونة من (503) أمهات لديهن أطفال معاقين، بحيث تم اختيارهن بالاعتماد على معيار متعلق بالطفل المعاق الذي يكون عمره ما بين سنة وستة سنوات، وان إعاقات الأطفال تتضمن متلازمة داون، والشلل الدماغي، والإعاقة العقلية، والتأخر النمائي، والإعاقة الحسية، وبالمقارنة مع العينة المعيارية لمقياس موزس (Moos's) للبيئة الأسرية(Becklmam, 1991) فقد وجد أن استجابة الأمهات المرتبطة بالأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقات ارتفعت إلى مستوى عال من الاستجابات فيما يتعلق بمجالات التماسك، والتعبير، والدين، والتنظيم، هذا يعني أن الأسر التي لديها طفل لديه إعاقة ممكن أن توضع بشكل أكثر على قيمة التماسك من نشاطات إعادة الإبداع الفعال وتحقيق التوجه(Becklmam, 1991).
إن الأسر التي لديها طفل معاق ممكن أن يكون لديها مستويات اقل من الضغوط، والضغوط الوالدية أيضا عندما تشعر هذه الأسر بأنها أكثر تماسكا، وفي الدراسات الطولية التي قام بها (Warfield, Krauss, Hauser, Shonkoff, 1999) على (97) من الأمهات تم توظيفها من خلال برامج التدخل المبكر، حيث تم التوصل مع الأمهات في بداية تقديم خدمات التدخل المبكر، ولكي تكون المشاركة قانونية يجب أن يكون لدى الأطفال متلازمة داون، وإعاقة حركية، أو يكون لديهم تأخر نمائي غير محدد ولكن مصنف، كما انه يكون عمر الطفل(27) شهرا أو بالغ، ولقد تم تقييم ألأمهات من خلال المقابلة والاستبيانات ثلاثة مرات وكانت على النحو التالي: عندما يدخل الطفل إلى برنامج التدخل المبكر، وعندما يترك الطفل البرنامج في عمر ثلاثة سنوات، وعندما يدخل الطفل الروضة، فقد وجدت هذه الدراسة تماسك اسري كبير جدا عندما يكون عمر الطفل ثلاثة سنوات، ويكون مستوى الضغط متدني، بالمقابل عندما يكون الطفل في الخامسة يكون التماسك الأسري متنبأ به من خلال المستويات الدنيا للضغوط المتعلقة بالطفل والوالدين، لذلك فان العلاقة السببية لم تتضمنها هذه الدراسة، ولكنها ظهرت عندما شعرت الأمهات بالدعم من خلال الوحدة الأسرية، ومستويات الضغوط المرافقة للاعتناء بالطفل المعاق قلت.
إن إعاقة الطفل المرتفعة قد تكون مرتبطة بالصعوبات المتعلقة ببقاء علاقة التماسك الوالدي، ولقد اختار بريستول(Bristol, Gallagher, Schopler,1988) (56) أبوين لأسر قوقازية لدراسة مدى التكيف والدعم الزوجي، حيث أن كل الأسر لديها طفل يتراوح عمره ما بين (2-6 سنوات )، وقد كان في هذه الدراسة(31) أسرة لديها طفل مشخص على انه يعاني من التوحد واضطراب تواصلي، و(25) أسرة لديها أطفال معاقين، وبالاعتماد على التقارير الشخصية فقد وجد أن الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من إعاقات نمائية سجلوا على أنهم في خطر مشاكل الأمومة، وعلى عكس الآباء الذين ليدهم أطفال معاقين، وبالرجوع إلى تدخل الآباء فان الآباء الذين لديهم أطفال معاقين يعانون من مشاكل أمومة أكثر من الآباء الذين ليس لديهم أطفال معاقين، فالأمهات في تلك المجموعتين يشعرن بدعم عاطفي متدني من أزواجهن أكثر من الأزواج الذين دعما من زوجاتهم، مما يؤدي هذا إلى تدني من الشعور بالتماسك الأسري، وصعوبة التكيف اتجاه الآباء الذين يعانون من الضغوط، ولقد كشفت دراسة بريستول (Bristol et al, 1988) أن التأثير والدعم الزوجي المتواصل أفضل متنبئ للتكيف والتماسك الأسري لدى الأسر التي لديها طفل معاق، وان الأسر التي لديها طفل معاق تسجل أعلى مستويات من التماسك والتكيف الأسري من الأسر التي ليس لديها أطفال معاقين(Becklmam, 1991)، وعلى أية حال هناك دراسات تظهر أن الآباء لديهم صعوبات في التماسك وعلاقة الأمومة متعلقة بالآباء(Bristol et al, 1988)، كما تظهر دراسة (Warfield et al, 1999)، وكما أن هناك أيضا اسر لديها ميول كبير نحو التماسك عندما تكون هنالك ضغوط اقل لدى الوالدين، والعكس صحيح فانه عندما تزداد مستويات مشاعر الوالدين للضغوط يؤدي إلى شعور اقل في التماسك لدى الأسر وصعوبة التكيف اتجاه الإعاقة (Warfield et al, 1999).
وعلى الرغم من أن هنالك العديد من الدراسات أظهرت أن هنالك ارتفاع كبير في التماسك الأسري لدى الأسر التي لديها أطفال معاقين، وبالمقابل هنالك دراسات أخرى أظهرت أن العلاقة بين الآباء لم تكن متماسكة عندما يكون هنالك طفل معاق(Bristol et al, 1988).

إن ولادة طفل معاق يمثل ضغطا على الوالدين وعلى الاسرة بشكل عام، ويترك تأثيرا واضحا على تكيف الاسرة وتماسكها، فقد تتأثر علاقات الاسرة بسبب متطلبات الطفل المعاق، والتي تتطلب من أفراد الاسرة العمل تحت ظروف من الضغط النفسي والتوتر والقلق، والحرمان من إشباع حاجاتهم الشخصية والذي بدوره سينعكس على علاقات أفراد الاسرة مع بعضهم البعض، وقد يتولد لديهم شعور بالرفض اتجاه الطفل المعاق، والكراهية والرغبة في الهروب، والخجل، مما يدفع بهم إلى العدوان والانطواء، والعزلة والاكتئاب، إضافة إلى ذلك فان وجود طفل معاق يتطلب الرعاية المستمرة والاهتمام مما ينتج عنه الإرهاق الجسمي والنفسي للوالدين والذي سينعكس على نشاطاتهما الحياتية وعلى تماسك أفراد الاسرة (Thomas, 1979).
وبناءا على ذلك فان وجود طفل معاق داخل الاسرة هو أكثر تحد للآباء، ويمتد إلى الاسرة بأكملها، فالبنسبة للآباء فان هذا الطفل هو حدث يؤدي إلى التغير في حياة الاسرة كاملة، حيث يعمل على تغيير أهدافها وتوقعاتها (Bruce, 2001)، وإذا كان كل تغير يصيب احد أفراد الاسرة يؤثر في بقية الأفراد الآخرين فان مولد طفل معاق في الاسرة لا شك يؤثر تأثيرا كبيرا في المناخ الذي يسود العلاقات البيئية بين أعضاء الاسرة، وفي مشاعر الأعضاء المتبادلة، فقد تمر الاسرة بمراحل من الضغوط والتوترات، والأعباء الجسمية والنفسية، التي تسببها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تقوية العلاقات الأسرية وتماسكها لمواجهة هذا الضغوط والتوترات أو قد تضعف هذه العلاقة (كفافي، 2001).


إن الأبحاث المتعلقة بدراسة اسر الأطفال المعاقين أصبحت تأخذ منحى جديدا، فبدلا من التركيز على الضغوطات التي تتعرض لها الأسر فقط، فقد أصبحت تركز أيضا على كيفية مواجهة الأسر للإعاقة (Bennett & Deluca, 1996)، وذلك من خلال التركيز على قوة الاسرة واتحاد أفرادها مع بعضهم البعض لمواجهة الإعاقة، حيث تعتبر العلاقة بين الأم والأب من أكثر العوامل التي تؤثر على مستوى هذه العلاقة، فإذا كانت العلاقة بين الأم والأب قوية ويدعم كل منهما الأخر فان ذلك سوف ينعكس على كل أفراد الاسرة، وبالمقابل عندما تكون هناك مشكلات في العلاقة بين الزوجين، فان تأثير التوترات سوف يشمل كل أفراد الاسرة(Bailey & Smith, 2000)، كما قد يشمل السياق الاجتماعي والثقافي الذي تعيش ضمنه هذه الأسر، حيث يتمثل هذا السياق في نسق الاسرة الممتدة، ونسق المعتقدات، والنسق الاجتماعي ككل(Olson,2000).
إذا كانت الاسرة تتمتع بتاريخ طويل من العلاقة الوطيدة التي لم تتعرض لنزاعات فانها أكثر قدرة على المحافظة على هذا التقارب الروحي حتى بوجود الطفل المعاق، فوجود الطفل المعاق ليس العامل الذي أدى إلى الاختلال في العلاقة بين أفراد الأسر، وإنما وجود الطفل المعاق قد أعطى فرصة أو مجال أخر لتعاد فيه نفس الأنماط من العلاقات القائمة أصلا، هذا ولم يظهر أي تأثير لشدة الإعاقة عند الطفل على طبيعة العلاقة الدائمة لدى الأسر التي لم تتصف بالتعاون والدعم، إنما كان هناك شعور اكبر عند الأسر بأنهم تركوا مهملين كلما كانت شدة الإعاقة اكبر، وان التواصل الفعال كان مرتبطا بفكرة التقارب الروحي المتواصل بين الأفراد، كما أن وجود الحوار والتواصل الايجابي يسهل حل المشكلات، وبالتالي تكون الاسرة أكثر قدرة على المحافظة على التقارب في العلاقة(يحيى، 2003).
ويمكن للأسرة التي لديها طفل معاق أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها من خلال تكيفها وتماسكها، حيث تظهر ردود الفعل الايجابية نحو الطفل والتي يدرك معها الوالدين حاجة الطفل المعاق الحقيقية إلى الاهتمام والرعاية والتدريب في جو يسوده التقبل والعطف، ومن خلال تماسك الاسرة يصبح إخوة المعاق أكثر قدرة على فهم الظروف التي تعيشها الاسرة، وأكثر رغبة في المساعدة، وهذا يؤثر على تقارب الزوجين والذي سينعكس بدوره ايجابيا على الطفل المعاق، والوصول به إلى أقصى حدود النمو وبالتالي يساعده على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات(Roessler & Salton, 1973).
ومن وجهة نظر منك(Mink) فانه يرى أن هناك خمس فئات من الأسر هي: الأسر المتماسكة المتكيفة، والأسر غير المتكيفة نسبيا، والأسر المهتمة بالطفل والقادرة على التعبير، والأسر ذات المعنويات المتحفظة، والأسر المنغلقة على ذاتها المفتقرة إلى التكيف، كما انه يرى أن هنالك فروقا بين هذا الفئات من الأسر من حيث خصائص الأسر والأطفال وذلك على النحو التالي: الأسر المتماسكة والمتكيفة أظهرت مستويات اقل من النزاعات ومستويات عالية من القناعات الدينية، والأخلاقية، أما الأسر المهتمة بالأطفال والقادرة على التعبير فهي تتصف بمستويات عالية من الاعتزاز بالذات، والعطف، والدفء، نحو الأطفال، ولا تستخدم العقاب البدني، أما الأسر المفتقرة إلى الانسجام، والتكيف، والمهتمة بالضبط فقد اظهر الأطفال سلوكا تكيفيا منخفضا، وسلوك غير تكيفي ملحوظ في كل من البيت والمدرسة، أما الأسر ذات المعنويات المتحفظة والمحرومة فقد كان الآباء معدومين ماليا، ويشعرون بالأسى، وكان أطفالهم منعزلين، ومفهوم الذات لديهم منخفضا، أما الأسر المنغلقة على ذاتها، وغير منسجمة فكانت تتجنب الإفصاح عن مشكلاتها، ولا تقدم المعلومات (الخطيب، 1992).
هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بأهمية التماسك في اسر المعاقين، والتي أوجدت أن التماسك هو واحد من أفضل المصادر التي نظمت لتوظيف الاسرة، فمن وجهة نظر الباحثين(Olson, David, John,1994) وجدوا أن الآباء والأمهات اللذين لديهم أطفال معاقين ممكن أن يتأثروا بالتماسك الأسري بشكل مختلف، وفي دراسة أجراها كروس(Krauss, 1993) على أباء وأمهات أطفالهن لديهم إعاقات متطورة مثل متلازمة داون، وإعاقات حركية، والتأخر ألنمائي، حيث تم إجراء مسح على الآباء في الوقت الذي بدأ فيه تقديم خدمات التدخل المبكر لأبنائهم، وبحسب التقارير التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة على الآباء والأمهات فقد وجد كروس(Krauss, 1993) أن الأمهات لديهن تماسك وتكيف اسري واضح بشكل أكبر من الآباء، وتقترح هذه الدراسة أن الآباء والأمهات هي اسر متماسكة ومتأثرة ومتكيفة بشكل مختلف عندما يكون لديها طفل معاق، كما اشترك الباحثين في مؤتمر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة لاختيار عينة مكونة من (503) أمهات لديهن أطفال معاقين، بحيث تم اختيارهن بالاعتماد على معيار متعلق بالطفل المعاق الذي يكون عمره ما بين سنة وستة سنوات، وان إعاقات الأطفال تتضمن متلازمة داون، والشلل الدماغي، والإعاقة العقلية، والتأخر النمائي، والإعاقة الحسية، وبالمقارنة مع العينة المعيارية لمقياس موزس (Moos's) للبيئة الأسرية(Becklmam, 1991) فقد وجد أن استجابة الأمهات المرتبطة بالأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقات ارتفعت إلى مستوى عال من الاستجابات فيما يتعلق بمجالات التماسك، والتعبير، والدين، والتنظيم، هذا يعني أن الأسر التي لديها طفل لديه إعاقة ممكن أن توضع بشكل أكثر على قيمة التماسك من نشاطات إعادة الإبداع الفعال وتحقيق التوجه(Becklmam, 1991).
إن الأسر التي لديها طفل معاق ممكن أن يكون لديها مستويات اقل من الضغوط، والضغوط الوالدية أيضا عندما تشعر هذه الأسر بأنها أكثر تماسكا، وفي الدراسات الطولية التي قام بها (Warfield, Krauss, Hauser, Shonkoff, 1999) على (97) من الأمهات تم توظيفها من خلال برامج التدخل المبكر، حيث تم التوصل مع الأمهات في بداية تقديم خدمات التدخل المبكر، ولكي تكون المشاركة قانونية يجب أن يكون لدى الأطفال متلازمة داون، وإعاقة حركية، أو يكون لديهم تأخر نمائي غير محدد ولكن مصنف، كما انه يكون عمر الطفل(27) شهرا أو بالغ، ولقد تم تقييم ألأمهات من خلال المقابلة والاستبيانات ثلاثة مرات وكانت على النحو التالي: عندما يدخل الطفل إلى برنامج التدخل المبكر، وعندما يترك الطفل البرنامج في عمر ثلاثة سنوات، وعندما يدخل الطفل الروضة، فقد وجدت هذه الدراسة تماسك اسري كبير جدا عندما يكون عمر الطفل ثلاثة سنوات، ويكون مستوى الضغط متدني، بالمقابل عندما يكون الطفل في الخامسة يكون التماسك الأسري متنبأ به من خلال المستويات الدنيا للضغوط المتعلقة بالطفل والوالدين، لذلك فان العلاقة السببية لم تتضمنها هذه الدراسة، ولكنها ظهرت عندما شعرت الأمهات بالدعم من خلال الوحدة الأسرية، ومستويات الضغوط المرافقة للاعتناء بالطفل المعاق قلت.
إن إعاقة الطفل المرتفعة قد تكون مرتبطة بالصعوبات المتعلقة ببقاء علاقة التماسك الوالدي، ولقد اختار بريستول(Bristol, Gallagher, Schopler,1988) (56) أبوين لأسر قوقازية لدراسة مدى التكيف والدعم الزوجي، حيث أن كل الأسر لديها طفل يتراوح عمره ما بين (2-6 سنوات )، وقد كان في هذه الدراسة(31) أسرة لديها طفل مشخص على انه يعاني من التوحد واضطراب تواصلي، و(25) أسرة لديها أطفال معاقين، وبالاعتماد على التقارير الشخصية فقد وجد أن الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من إعاقات نمائية سجلوا على أنهم في خطر مشاكل الأمومة، وعلى عكس الآباء الذين ليدهم أطفال معاقين، وبالرجوع إلى تدخل الآباء فان الآباء الذين لديهم أطفال معاقين يعانون من مشاكل أمومة أكثر من الآباء الذين ليس لديهم أطفال معاقين، فالأمهات في تلك المجموعتين يشعرن بدعم عاطفي متدني من أزواجهن أكثر من الأزواج الذين دعما من زوجاتهم، مما يؤدي هذا إلى تدني من الشعور بالتماسك الأسري، وصعوبة التكيف اتجاه الآباء الذين يعانون من الضغوط، ولقد كشفت دراسة بريستول (Bristol et al, 1988) أن التأثير والدعم الزوجي المتواصل أفضل متنبئ للتكيف والتماسك الأسري لدى الأسر التي لديها طفل معاق، وان الأسر التي لديها طفل معاق تسجل أعلى مستويات من التماسك والتكيف الأسري من الأسر التي ليس لديها أطفال معاقين(Becklmam, 1991)، وعلى أية حال هناك دراسات تظهر أن الآباء لديهم صعوبات في التماسك وعلاقة الأمومة متعلقة بالآباء(Bristol et al, 1988)، كما تظهر دراسة (Warfield et al, 1999)، وكما أن هناك أيضا اسر لديها ميول كبير نحو التماسك عندما تكون هنالك ضغوط اقل لدى الوالدين، والعكس صحيح فانه عندما تزداد مستويات مشاعر الوالدين للضغوط يؤدي إلى شعور اقل في التماسك لدى الأسر وصعوبة التكيف اتجاه الإعاقة (Warfield et al, 1999).
وعلى الرغم من أن هنالك العديد من الدراسات أظهرت أن هنالك ارتفاع كبير في التماسك الأسري لدى الأسر التي لديها أطفال معاقين، وبالمقابل هنالك دراسات أخرى أظهرت أن العلاقة بين الآباء لم تكن متماسكة عندما يكون هنالك طفل معاق(Bristol et al, 1988).

بتاريخ: الإثنين 05-01-2015 09:26 صباحا  الزوار: 3069    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :1
عدد الزيارات : 5821602
عدد الزيارات اليوم : 3504