اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
الإعاقة السمعية و ضعف السمع - فراس أحمد سليم طقاطقة

الإعاقة السمعية (Hearing Impairment ) :هي عبارة عن مستويات متفاوتة من الضعف السمعي، و تتراوح هذه المستويات بين الضعف السمعي البسيط والضعف السمعي الشديد جداً.

و هناك تعريفات مختلفة للإعاقة السمعية بناء على المنظور الذي يتم تناولها من خلاله، و منها التعريف التربوي والذي يركز على الكم الذي يحتمل أن يؤثر به ضعف السمع على قدرة الطفل على الكلام و التحدث و تطور اللغة، والذي يؤثر سلباً على الأداء التربوي للطالب،  و هناك التعريف الوظيفي (Functional Definition )، و الذي يعتمد على مدى تأثير الضعف السمعي على إدراك وفهم اللغة المنطوقة. واستناداً إلى هذا التعريف، يرى سمث (Smith,2004)، أن الإعاقة السمعية تعني انحرافاً في السمع
يضعف و يحد من القدرة على التواصل السمعي – اللفظي.

وشدة الإعاقة السمعية إنما هي نتاج لشدة الضعف في السمع وتفاعله مع عوامل أخرى مثل العمر عند فقدان السمع، والعمر عند اكتشاف الفقدان السمعي ومعالجته، والمدة الزمنية التي استغرقها حدوث الفقدان السمعي، ونوع الاضطراب الذي أدى إلى فقدان السمع، وفاعلية أدوات تضخيم الصوت، والخدمات التأهيلية المقدمة، والعوامل الأسرية والقدرات التعويضية أو التكيفية ( الخطيب، 2005).

ويرى سمث(Smith , 2004)  أن الصم هم مجموعة من الناس لديهم نقص سمعي كلي، ولا يستطيعون الإفادة من القدرة السمعية حتى مع استخدام المعينات السمعية.

ويرى الشخص و الدماطي (1992) أن ضعف السمع يعني حالة من انخفاض حدة السمع لدرجة تستدعي خدمات خاصة كالتدريب السمعي أو علاج النطق، أو التزود بمعين سمعي، ويمكن لكثير من الأفراد الذين يعانون من ضعف في السمع أن يتلقوا تعليمهم بدرجة مساوية للإفراد العاديين في سمعهم وذلك مع إجراء التعديلات والتغييرات الصحية و التربوية المناسبة لهم.

         ومما سبق نجد اتفاقاً بين الباحثين على أن الطفل ضعيف السمع هو :

-                القادر على فهم لغة الكلام عن طريق التدريب و استخدام المعينات السمعية .

-                إن ضعف السمع يؤثر على مهارات التعبير والاتصال بالآخرين ويمكن تدارك ذلك باستخدام المعينات السمعية و التدريب المكثف.

-                تتراوح درجة فقدان السمع لدى الأطفال ضعاف لسمع (Hard of Hearing) ما بين الفقدان السمعي البسيط حتى الشديد.

-                الأفراد ذوو الضعف السمعي مجموعة غير متجانسة.

-                هناك تباين في قدرات الأفراد المعاقين سمعياً على تطوير لغة مستقلة ونظام تواصل خاص بهم (الزريقات، 2007 Smith , 2004; ASHA, 2002;).

تصنيف الإعاقة السمعية و الضعف السمعي:

        يشمل مصطلح الإعاقة السمعية كلا ًمن الصمم(Deafness ) و الضعف السمعي (Hard of Hearing ). وبناء على التعريفات السابقة، فإن الصمم يعني أن حاسة السمع غير وظيفية لأغراض الحياة اليومية الأمر الذي يحول دون القدرة على استخدام حاسة السمع لفهم الكلام واكتساب اللغة. أما الضعف السمعي، فيعني أن حاسة السمع لم تفقد وظائفها بالكامل مع  أنها ضعيفة، إلا أنها وظيفية بمعنى أنها قناة يعتمد عليها لتطور اللغة((Estabrooks , 1997.  و تصنف الإعاقة السمعية تبعاً لذلك إلى ثلاثة معايير كما ذكرهما هلاهان وكوفمان (Hallahan & Kauffman, 2003) هي:

أ-العمر عند الإصابة. ب- موقع الإصابة. ج- شدة و درجة الإصابة.

و الجدول رقم (1) يوضح مستوى الخسارة السمعية المقاسة بالديسبل وما يقابلها من مستوى في شدة الإعاقة.

أثر الضعف السمعي على النمو اللغوي:-

  لا شك في أن النمو اللغوي هو أكثر مظاهر النمو تأثراً بالإعاقة السمعية حيث أنها تؤثر سلباً على جميع جوانب النمو اللغوي. وبدون تدريب منظم ومكثف لن تتطور لدى الشخص المعاق سميعاً مظاهر النمو اللغوي الطبيعية، ومع أن الأطفال ذوي السمع الطبيعي يتعلمون اللغة والكلام دون تعلم مبرمج، فالمعاقون سمعياً بحاجة إلى تعليم هادف ومتكرر، والشخص المعاق سمعياً سيصبح أبكماً إذا لم تتوافر له فرص التدريب الخاص والفاعلة.

ويعزى ذلك إلى غياب التغذية الراجعة السمعية عند صدور الأصوات، وعدم الحصول على تعزيز لغوي كاف من الآخرين. وفي حالة اكتسابهم للمهارات اللغوية فإن لغتهم تتصف بكونها غير غنية كلغة الآخرين، وذخيرتهم محدودة، وألفاظهم تتصف بالتمركز حول الملموس، وجملهم أقصر وأقل تعقيداً. أما كلامهم فيبدو بطيئاً ونبرته غير عادية (الخطيب و الحديدي، 1997؛ الزراد، 1990).

ولعل انخفاض أداء المعاقين سمعياً على اختبارات الذكاء اللفظية أكبر دليل على قصورهم اللغوي، في حين أن أداءهم على اختبارات الذكاء الأدائية أفضل، وأن الفرق بين الطفل العادي والمعاق سمعياً من حيث اللغة، هو أن الطفل العادي يتعرف على ردود أفعال الآخرين نحو الأصوات التي يصدرها وأن الطفل المعاق سمعياً لم يحصل على التعزيز السمعي، وتزداد المشكلات اللغوية بازدياد شدة الإعاقة والعكس صحيح ((Estabrooks , 1997.

ومن هنا نلاحظ مدى أهمية حاسة السمع عند الفرد ومدى ارتباطها بنموه اللغوي وتفاعله الاجتماعي, و فقد جزء من هذه الحاسة يؤثر على سير حياة الفرد ونموه, مما يتطلب رعاية وتدريب خاص لتعويض ذلك النقص كما أوضحت الدراسات التي أجريت على هؤلاء الأفراد.

 طرق التعليم و التواصل مع الصم و ضعاف السمع:  

اهم وسائل التواصل الإنساني هما اللغة و الكلام، ومن الجدير هنا ذكر الفرق بينهما لأهميتهما في عملية التواصل، فاللغة ( Language ) تعتبر النظام الرمزي الكلى المستخدم في التواصل، وهذا النظام متفق علية، وهو يشمل إعطاء المعاني للأصوات والكلمات والإيماءات والرموز الأخرى. وعلية فاللغة قد تكون منطوقة وقد تكون اشارية إيمائية. وأما الكلام ( Speech ) فهو سلوك تشكيل الأصوات وترتيبها لفظيا ولهذا يعتبر الكلام  وسيلة من وسائل التواصل اللغوي، ويشار إليه أيضاً بالتواصل اللفظي (السرطاوي وأبو جودة، 2000؛Heghe, 2001 ).

ولا يعتبر الكلام طريقة التواصل بين الأفراد فحسب، بل إنه الوسيلة للتفكير أيضا، ويعتقد الباحثون أن وجود الكلام ودرجة رقيه تعتبر مؤشرا على مستوى ذكاء الأفراد (عدس، 2005). وكما أشرنا من قبل فإن للتواصل اللفظي أهمية لا تدانيها أهمية، في التواصل بين الأفراد في مواقف الحياة المختلفة، مما يجعل البعض يقع في خطأ عدم التفريق ما بين اللغة والكلام.

  و من أجل تنمية المهارات اللغوية التعبيرية و الاستقبالية للأطفال ضعاف السمع لابد من الاهتمام بثلاثة أمور أساسية؛ طريقة التواصل الأمثل  ومشاركة الأهل و تدريب الأطفال في المراحل العمرية المبكرة. وثم الجمع بين هذه الأمور الثلاثة وتقديمها لهؤلاء الأطفال لاستثمار البقايا السمعية عندهم ولتحسين قدراتهم اللغوية . و هذه المحاور هي التي تشكل ما يتعارف عليه بين الأخصائيين و الباحثين بمصطلح التأهيل السمعي. وهذا يستدعي استعراض لهذا المصطلح، لأنه الأساس النظري و العملي الذي اعتمدت عليه الدراسة الحالية.

 التأهيل السمعي ( (Auditory Rehabilitation:

يُعرّف التأهيل السمعي على انه مجموعة الجهود التي تهدف إلى مساعده الأشخاص المصابين بفقدان سمعي، وهذا يتضمن الفحوصات و الإجراءات التي ترمى إلى تقليل أو التعويض من تأثيرات الإعاقة السمعية، ويهدف بالتحديد إلى تسهيل اكتساب مهارات اللغة الاستقبالية والتعبيرية، كما تهدف عملية التأهيل السمعي إلى مساعدة الأطفال ضعاف السمع للحصول على أقصى إفادة ممكنة للبقايا السمعية من خلال استخدام المصادر التعليمية، والأدوات التدريبية الخاصة، ومشاركة الأهل، لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات الناجمة عن الفقدان السمعي. ومن الضروري أن يتم تزويد ضعاف السمع بالخدمات الطبية والتعليمية بشكل يتزامن مع عملية التأهيل (Tye-Murray,2004). 

يركز هذا الأسلوب ( السمعي – اللفظي ) في التأهيل على تشجيع الأطفال على استغلال ما لديهم من سمع. وهناك العديد من المبادئ التي يستند إليها المؤيدون لهذا الأسلوب كما يراها ستون Stone,1997)). و يمكن إن نجملها فيما يأتي:

1-       إن معظم الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع، لديهم سمع متبقي يكفي كي يستفيدوا من استخدامهم له، وهذا ما يبرر استخدام التدريب المنظم.

2-       إن التكنولوجيا التي تقوم على تضخيم الصوت مثل سماعات الأذن و زرع القوقعة قد شهدت تطورا كبيرا إلى الحد الذي يجعلنا نتوقع، أن كل طفل فقد سمعهُ يمكنه أن يسمع ذلك الكلام الذي تتضمنه المحادثات المختلفة.

3-       إننا مهما بدأنا في التدريب على استخدام إجراءات تكبير الصوت في وقت مبكر من عمر الطفل، فإن ذلك لن يعتبر مبكرا مطلقا. وبالتالي لا يمكننا أن نقول إننا قد بدأنا مبكرا وكان يجب إن ننتظر إلى ما بعد ذلك، حيث إنه إذا ما حدث ذلك وانتظر الطفل على أثره، وتأخر في هذا التدريب سيكون من الصعب أن نحصل على نتائج جديدة في هذا الخصوص.

4-       أن الوالدين يمثلان جانبا حاسما من خطة العلاج التي يتم تقديمها لطفلهما حيث سيقومان بتقديم النماذج اللغوية المناسبة له.

 

بتاريخ: الإثنين 16-06-2014 07:55 مساء  الزوار: 5001    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :1
عدد الزيارات : 5821632
عدد الزيارات اليوم : 3534