اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
إيفيلين شاكر.. حولت «محنة» ابنها المعاق إلى جمعية للدفاع عن حقوق أقرانه

إيفيلين شاكر.. حولت «محنة» ابنهاالمعاق إلى جمعية للدفاع عن حقوق أقرانه

 

الإعاقةالذهنية هى أقسى توصيف يمكن أن تتلقاه أم لحالة ابنها الذى تأخر نموه، تشعر وقتهاكما لو كانت ستظل بقية عمرها تحرث أرضاً بوراً لا تأتى ثماراً أبدا.. فلا تتوقعيوماً أن يكون لها سند فى الحياة يتحمل مسؤولياتها أو حتى مسؤولية نفسه، ويتضاعفالشعور بالألم نتيجة النظرة القاسية التى يوجهها المجتمع للمعاق ذهنياً وللأسرةالتى تقع أسيرة «وصمة عار» لا تمحى إلا بمحاولات إخفاء المعاق عنالأنظار.

تامر طفل فى الثامنة والأربعين من عمره، لا يبدوعلى مظهره أى من علامات الإعاقة الذهنية، يتحدث بعض كلمات اللغة الإنجليزية، ويفهمجيداً اللغة العربية، استقبل «المصرى اليوم» بابتسامة ساحرة، مردداً بعض عباراتالترحيب، أما الأم فهى إيفيلين شاكر أم من طراز خاص، استطاعت أن تضرب عرض الحائطبكل الموروثات الخاطئة المتعلقة بالمعاق ذهنيا، وأن توجه مشاعر الأمومة بقوة وذكاءلدفع ابنها المعاق ذهنياً إلى الأمام، بل تؤسس جمعية للدفاع عن حق المعاق ذهنياً فىحياة آدمية.
«إعاقة ذهنية شديدة ناتجة عنتلف دماغى ناتج عن نقص أكسجين أثناء الولادة».. قالت إيفيلين شاكر متذكرةالجملة التى صمت أذنيها وشلتها عن التفكير، وأظلمت الدنيا أمام عينيها، فانطبقتجدران غرفتها وكأن جبلاً وقع على كتفيها.. أفقدتها الصدمة توازنها لعدة شهور قبل أنتستعيد قوتها وتبدأ رحلة كفاح لتأهيل ابنها تامر الذى لم يكن يتجاوز وقتها الثلاثسنوات، بدأت فى التردد على مراكز التأهيل فى الخارج بحكم عمل زوجها فىالخارجية.

 

مراحلطويلة من التأهيل لم تستطع إيفيلين اجتيازها إلا بمساعدة أشخاص عاشوا نفس تجربتها،ومدوا لها يد المساعدة وساندوها عندما لمسوا قوة إرادتها وتفاؤلها لتتعلم أن الناسلا تمد يد المساعدة إلا للشخص المكافح المتفائل شديد الإيمان، بينما تنفر منالمكتئب كثير الشكوى.
«
عمر ما حد اتكلم عن المعاق نفسه كإنسانولديه مشاعر، وإنكان لا يستطيع التعبير عن نفسه، فالكل يتحسر على حال الأبوين اللذين أنجبا طفلاًمعاقاً».. قالت إيفيلين مؤكدة ضرورة تغيير النظرة السلبية للأسرة والنظر بعينالإنسانية إلى المعاق واحتياجه إلى التأهيل، حتى يتمكن من الاعتماد على نفسهمستقبلا، ولا يتحول إلى عبء على الآخرين.

 

فطنتإيفلين مبكرا أن استقلالية ابنها واعتماده على نفسه شىء لابد منه، فأكبر خطأ تقعفيه أسر المعاقين هو عدم تأهيل أطفالهم للاعتماد على أنفسهم، وتوصلت إلى أن إقناعأم بتعليم ابنها الاستقلالية هو من أصعب الأمور، فحبها له وعدم اقتناعها بقدراتهالخفية والاستسهال يجعلها تفضل أن تفعل له كل شىء بنفسها، وأوضحت أن الأم التى تقومبكل شىء بدلا من ابنها، سيأتى اليوم الذى تعجز فيه عن ذلك فتتركه عبئاً علىالآخرين.
واليوم تحصد ايفيلين ثمار الاستقلالية التى زرعتها فى تامر،فخلال أيام الإجازة التى يقضيها فى مصر، تستيقظ من نومها لتفاجأ بابنها وقد أعد لهاوجبة الإفطار، حرصا منه على الاعتناء بها فىمرضها.
خلال السنوات الأولى، كانت إيفلين تصطدم بآراء الإخصائيينالذين كانوا يرددون أنه لن يستطيع الحديث إلا فى عمر العاشرة وبكلمات قليلة وأنعليه أن يتعلم لغة واحدة، فكانت الإنجليزية هى الأنسب، حيث كان تأهيله فىالخارج.

 

كانعليها أن تمحو من تفكيرها أن يحصل ابنها على شهادات دراسية، لذلك ركزت على التأهيلالمهنى إلا أنه بعد سنوات طويلة ومع دخوله فى العقد الرابع من العمر، عرض عليهإتمام دراسته الجامعية كطالب متفرغ على مدار ٣ سنوات جامعية يسبقها دورة تمكنه منالتكيف مع الجامعة والتعامل بشكل طبيعى داخل الحرم الجامعى كأى طالبعادٍ.
«
فرحتى ما تتوصفش وأنا شايفاه شايل الكتب وداخلالجامعة».. قالت إيفيلين موضحة أن تلك الجامعة تضم أسوياء ومعاقين فى مكانواحد، حيث يحضر كل منهما المحاضرات التى تخصه كنوع من الدمج فىالمجتمع.
ورغم فرحتها الشديدة بابنها وفخرها به فإنها لا تستطيع إنكارحزنها، بسبب بعده عنها وإقامته فى إنجلترا بعيداً عنها، ولكنها الطريقة الوحيدةالتى تضمن له بها حياة آدمية كريمة فى جو عائلى يضم مجموعة من المعاقين والمشرفينفى أحد البيوت التى أنشئت خصيصا لرعايتهم.

 

«أنا عملت اللى عليه واديتله فرصة إنهيعيش عيشة كريمة، أنا خايفة عليه بعد ما أموت لكن بقول ربنا يحميه».. قالت إيفيلين موضحة أنها تتمنى أن تنشئ فى مصر دور إقامة دائمة توفر للمعاق ذهنيافرصة للحياة فى جو عائلى بعد وفاة الوالدين مع تأكيدها أن تلك الدور لن تنشأ إلابالجهود الذاتية.
كما نبهت أن للتربية مهمة كبيرة فى الناحية الجنسية، حيث يتعودالمعاقين منذ الصغر على عدم استخدام اليدين فى التعامل وتربية الأولاد والبنات علىالتصرف باحترام مع وجود رقابة وشغل أوقاتهم، مشيرة إلى أنه لا يسمح بالزواج إلا فىحالات الإعاقة البسيطة.

 

«فىالبداية، اعتبرت إنجابى لطفل معاق محنة، وكنت أرى المستقبل مخيف لكن عمرى ما أتمنيتإنى أفقده، ومع مرور السنوات أدركت كم هو منحة من الله».. كلمات إيفيلين الأخيرةالتى تدعم أسر المعاقين للتفكير فى أبنائهم باعتبارهم منحة منالسماء.

 

بتاريخ: الثلاثاء 20-01-2015 06:34 مساء  الزوار: 1788    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :2
عدد الزيارات : 5821633
عدد الزيارات اليوم : 3535