اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
التفاعل الاجتماعي لدي التوحديين - الدكتور وليد السيد أحمد خليفة

ويفتقد الطفل التوحدي إلي الملامح الخاصة بالطفل الرضيع بسرعة كبيرة. كما أن مظهر هؤلاء الأطفال يتباين بدرجة كبيرة ، ويتطلع الطفل الرضيع من الشهر الثالث من حياته ويكون كذلك جيد قبل أن يعبر لفظياً. وغالبية العلاقات الاجتماعية تُبني علي اتصال العين. والطفل التوحدي يتطلع إلي الأشياء ويراها جيداً إلا أن هذا الاضطراب (فقد الاتصال بالعين) يتضح جلياً عندما يتحدث إليه الآخرين ، ربما يرجع هذا إلي الطبيعة سريعة الزوال والقصيرة للنظرة ، ولكن يجب أن نركز علي أن الطفل يظهر من البداية انسحاباً اجتماعياً ، وبالتالي فإن هذا ما يفسر فقد الاتصال بالعين مع الآخرين(Frith , 1989).

ويشير تريباجنير(Trepagnier , 1996)  إلي أنه ينقص الأطفال التوحديين من مرحلة المهد ما يعرف بالابتسامة الاجتماعية والحملقة في الأخريين(التواصل البصري) وتعبيرات الوجه.

معظم التواصل المبكر بين الوالدين وأطفالهم الأسوياء ينشأ عن مشاركة في الاهتمام بالأشياء التي تستمر حولهم ، ومن غير المحتمل أن يدعو الطفل التوحدي والديه للمشاركة في الاهتمامات . كما أنهم لا ينظرون إلي أبائهم مثلما ينظرون إلي ألعابهم ، ولن يقدمون الأشياء إلي أبائهم فهم يهتمون بالأشياء والموضوعات والأحداث التي تقع تحت إحساساتهم المباشرة ، فمن الممكن أن يكون انتباههم أقل أو لا يوجد انتباه لما يفعله الناس الآخرين  (Lewis , 1987).    والطفل التوحدي لا يبدو أنه يتفهم ما يقوله الآخرون ، كما أن التفاعل الاجتماعي يكون محدود بدرجة كبيرة ، كما أنه يتصرف كما لو كان الآخرون المحيطون بهم غير موجودين(Frith , 1989; Norton &Drew, 1994).

-   بعض سلوك الأطفال التوحديين يمكن تفسيرها من خلال عجزهم عن تقليد الآخرين. فهو لا يبتسم عندما يبتسم شخص ما له ، وهو من الممكن ألا يرد تحية الآخرين له ، كما يعجز عن فهم الطبيعة التبادلية في مواقف التفاعل الاجتماعي. كما يعجز الطفل التوحدي والراشد التوحدي عن تفسير وفهم مشاعر الآخرين من خلال السلوك غير اللفظي (Lewis , 1987)

  وهم غير قادرين علي إقامة علاقات انفعالية دافئة مع الآخرين ، فهم لا يستجيبون إلي سلوك آبائهم العاطفي مثل الابتسامات ، وبدلاً من ذلك فهم لا يفضلون أن يحتضنوا أو أن يقبلوا ، ولا يوجد فرق في سلوكهم اتجاه الأفراد والأشياء ، ويمتازون بغياب التواصل البصري وتجنب التحديق (إبراهيم الزريقات ، 2004)

  إن معظم الأشخاص التوحديين سيطورون نوعاً من الاهتمام بالناس . وإن بعضهم ولاسيما ذوو الأداء العالي منهم ، يرغبون في أن يكون لهم أصدقاء . لكنهم في أغلب الأحيان يحسون بعدم ملاءمتهم ويدركون الفوارق التي تفصلهم عن باقي الناس . وبالرغم من هذا يتمكن بعض الأشخاص التوحديين من اتخاذ صديق ، لكن هذه الصداقة تكون مبنية عادة علي المشاركة في اهتمام معين قد يكون مستحوذاً علي اهتمام الشخص التوحدي. ومع ذلك هناك أشخاص توحديون كثيرون قد لا يفضلون إقامة صداقة وثيقة مع أشخاص آخرين . ويتعين علينا في حالات كثيرة أن نحترم جانب الاختلاف لدي الشخص التوحدي . ونفعل ذلك بتعليمهم الطرق الأساسية لإقامة صداقة ، ثم نتركهم ليقرروا إن كانوا يريدون صديقاً أم لا يريدون( وفاء الشامي ،2004 ).

كما توصلت دراسة تشادويك( 2005 ) إلى أن مهارات التفاعل الاجتماعي لدى التوحديين تتأثر كثيراً بعامل العمر فتظهر مهارات التفاعل الاجتماعي عند سن العاشرة تقريباً، كما أظهرت النتائج أن مستوى الذكاء يرتبط بارتفاع أو انخفاض مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين.، دراسة  جيوترز وآخرون ( 2007 ) التي اظهرت  أن الأطفال التوحديين لديهم ضعف ملحوظ في التفاعل الاجتماعي أثناء تواجدهم في اللعب الحر, نظراً لعدم احتفاظ الأطفال التوحديين بخبراتهم السابقة في التفاعل الاجتماعي وتعميمه في المواقف .

ومن هنا يري  الباحثان انه يندر أن يبادر الطفل التوحدي ببدء أي تفاعل مع الغير فيبقي منعزلا عن غيرة في عالمة الخاص به. ولكن هذا الانعزال لا يعد كدليل علي عدم رغبته في الاشتراك الاجتماعي , بل أنه لا يفهمه.كما أن تكرار المبادرة الاجتماعية مرتبط بذكاء الطفل التوحدي وقدراته علي الكلام.حيث تعتبر مبادرة الأطفال التوحديين إلي البدء بتفاعل اجتماعي مع أطفال في مثل عمرهم خطوة متقدمه في تطوير مهاراتهم الاجتماعية.

إذا التفاعل الاجتماعي مع الطفل التوحدي يحتاج إلي تنظيم البيئة المحيطة به, وأن يكون الطفل علي دراية بالنشاط الاجتماعي ولا يفاجأ بما سيحدث له حتى لا يشعر بالقلق والتوتر.

 

بتاريخ: الإثنين 19-05-2014 02:58 صباحا  الزوار: 3168    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :1
عدد الزيارات : 5821617
عدد الزيارات اليوم : 3519