|
||||
سمية الزرعوني..إماراتية تحدت إعاقتها بالأمل
![]() سمية الزرعوني..إماراتية تحدت إعاقتها بالأمل
الشابة سمية الزرعوني التي تبلغ من العمر (31) عاماً هي مثال يحتذى به في الصبر والإرادة وتحدي الصعاب، منذ طفولتها عانت الزرعوني من شلل نصفي وإعاقة حركية سببها خطأ طبي منذ ولادتها، الأمر الذي أثر على حياتها كلياً، في أحيان كثيرة وبسبب إعاقتها تستعين الزرعوني بكرسي متحرك لتسهيل حركتها وذلك لعدم قدرتها على المشي لمسافات طويلة ما يؤدي إلى فقدانها الاتزان الحركي، حاول والداها معالجتها إلا أن محاولتهما باءت بالفشل، وازداد الأمر سوءاً حين فقدت الزرعوني والدها الحنون وهي في عمر السادسة، الوقت الذي كانت هي بأمس الحاجة له. ذكر الزرعوني والدها فتقول : ” كان والدي يهديني قصصاً قصيرة ويقرأها لي، كان يعلمني الكتابة والقراءة والحساب قبل أن أبدأ مراحلي الدراسية، حتى أن معلمتي في الصف الأول كانت مبهورة من قدرتي على الاستيعاب السريع والكتابة وبالرغم من عمري الصغير لدرجة أنها كانت تتحداني في مسائل حسابية أكبر من مستواي الدراسي، ودائما ما كنت أثير دهشتها، كان والدي رحمه الله، رجلاً متعلماً مثقفاً ساعدني كثيراً في تخطي إعاقتي وملأ قلبي بالأمل وحب الحياة، وحين رحل شعرت أن شيئاً ما انكسر بداخلي ولكن بالرغم من كل هذا زدت صلابة وقوة. اختارت الفن التشكيلي ورسم اللوحات وسيلة للتعبير عن ذاتها وطريقة لترسل رسالة للعالم بأنها حية وليست عبئاً على أحد فالرغبة في الحياة تنبع من دواخلنا لا من أجسادنا، فكم من معاق يملك عقلاً سوياً أفضل من أسوياء الجسد. تملك الزرعوني شغفاً في التعلم لكن مشكلتها تكمن في توفير المواصلات لها ، فلقد نصحها الكثيرون بإكمال دراستها الجامعية إلا ان الأمر صعب على من لا يملك سيارة وسائقا، الأمر الذي بات حلماً تتمنى امتلاكه، فهي تضطر إلى الانتقال” بالتاكسي” أو بطلب “توصيلة” من سائق الجيران لإتمام معاملاتها الحكومية وما إلى ذلك وفي أحيان كثيرة تتأخر في تلبية الاحتياجات الملحة بسبب عدم قدرتها على التنقل فهي من يقوم بإنجاز الأعمال المنزلية في ظل مرض والدتها التي بدورها تحتاج إلى عملية جراحية فورية في قدمها. تقول سمية الزرعوني : “مازال البعض ليومنا هذا يقشعر من كلمة “معاق” متناسين أن الإعاقة الفعلية هي إعاقة العقل فما دام قلبي ينبض وعقلي يعمل، لن أتوقف عن الحياة، الأمل يعطيني الكثير والعطاء يجعلني أتنفس” .
بتاريخ: الأربعاء 03-06-2015 01:38 صباحا الزوار: 2076 التعليقات: 0
|