اخر ألاخبار    الجمعية الخليجية للإعاقة تدعوكم لملتقها السنوي ٢٠٢١م       توصيات الملتقى العلمي التاسع عشر ( رياضة ذوي الاعاقة .. تحد وطموح )       اعضاء مجلس الادارة للسنتين 2019 - 2021 للجمعية الخليجية للاعاقة       خالد بن حمد ينيب وزير العمل لافتتاح الملتقى العلمي التاسع عشر لذوي العزيمة       الموقع الخاص للملتقى التاسع عشر       الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية رقم 10 لسنة 2019م       الدعوة للملتقى التاسع عشر للجمعية الخليجية للاعاقة       كل عام وانتم بخير       الدورة الخاصة بأعداد إعلاميين في مجال ذوي الإعاقة       ملتقى بصلالة يستعرض مهارات التواصل الإعلامي مع ذوي الإعاقة البصرية والسمعية    
أحمد العمران..أبصر بالعلم والمعرفة وارتقى بالعزم والإرادة

أحمد العمران..أبصر بالعلم والمعرفة وارتقى بالعزم والإرادة

 

لم توقفه الإعاقة ونال الدكتوراه من بريطانيا

أقول لأولياء الأمور: ثقوا بقدرات أبنائهم من ذوي الإعاقة فهم قادرون

 

من قال إن للتفوق والنجاح والتميز حدوداً يقف عندها الإنسان، ومن قال إن الإعاقة نهاية الدرب بالنسبة لصاحبها وأنه لا يستطيع أن يتخطاها وينطلق في مجال العلم والحياة ليثبت لنفسه وللجميع أن بمقدوره أن يحقق ما لا يستطيع الكثيرون تحقيقه، فالإرادة حاضرة، والعزيمة قوية، والطموح واضح، فما المانع إذاً؟ وفي الحقيقة متى ما توفرت هذه الخصال في امرئ مع قليل من الدعم والمساندة من الأسرة والمجتمع لا يمكن لشيء أن يقف في وجه تحقيق طموحه هذا.

والدكتور أحمد العمران أحد هؤلاء الأشخاص الذين لم تقف الإعاقة حائلاً بينهم وبين طموحهم، ولم تثن عزيمتهم الصعوبات والتحديات، وإنما على العكس تماماً كانت حافزاً للاجتهاد والتفوق والانطلاق نحو تحقيق الذات وإثبات الوجود، والحصول على أعلى المراتب العلمية، وتأسيس حياة اجتماعية و أسرة محبة مؤلفة من زوجة وبنتين، وكل هذا ما لا يستطيع العديد من الأشخاص غير المعاقين تحقيقه.

ولنتعرف بشكل موسع أكثر على الدكتور أحمد العمران أجرت المنال الإلكترونية معه هذا اللقاء في مكتبه الكائن بوزارة الشؤون الاجتماعية:

 

بداية حبذا لوتعرف قراء المنال عليك أكثر؟

أحمد عبد الله حميد العمران، شخص من ذوي الإعاقة البصرية، حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة إسيكس ببريطانيا، متزوج ولي ابنتان (شيخة ومريم)، وأعمل كباحث قانوني في إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية ويتعلق العمل بمتابعة تنفيذ الجهات المختلفة للقانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006، المعدل بالقانون الاتحادي رقم 14 لعام 2009 الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة.

 

كيف تصف لنا مسيرتك التعليمية؟

أستطيع تقسيم فترة تعليمي إلى ثلاث مراحل، الأولى وهي مرحلة التعليم العام والتي أقسمها بدوري إلى مرحلتين تمتد أولاها من سن الخامسة وحتى الصف الخامس الابتدائي وخلالها تلقيت التعليم في مركز رعاية وتأهيل المعاقين بدبي، أما الثانية فتمتد من الصف الخامس وحتى نهاية التعليم الثانوي وفيها تلقيت العلم بمعهد النور للمكفوفين في المملكة العربية السعودية.

واستكملت هذه المرحلة بالبكالوريوس والماجستير وأمضيتها في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض حيث حصلت على شهادة البكالوريوس بـ (الشريعة والقانون) أما الماجستير فكان بالقانون العام من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد.

 

ما هو أبرز ما يميز هذه المرحلة من وجهة نظرك؟

لقد كان أبرز ما ميز هذه المرحلة وجودي خارج الإمارات لنيل العلم ولعل أهم ما يتعلمه المرء من وجوده خارج بلاده هو الاعتماد على نفسه وتعزيز ثقته بنفسه والتعرف على تجارب جديدة ومتميزة، واكتساب الخبرات التي تساعده في بناء مستقبله، الأمر الذي خبرته أكثر في المرحلة الثالثة وكانت تلك مرحلة الدراسة في بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه حيث قمت وبعد الحصول على موافقة وزارة التعليم العالي بالالتحاق بجامعة إسيكس ببريطانيا وبعد دراسة استمرت أربعة أعوام ونصف تمكنت بفضل الله من الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون فرع (حقوق الإنسان).

 

عمَّ تحدثت في رسالة الدكتوراه؟

تناولت في الرسالة مناهضة التمييز على أساس الإعاقة في مكان العمل مع دراسة تحليلية، وتم التأكيد فيها على أن حرص الإسلام على المساواة بين المعاقين وغير المعاقين من خلال تشريعات الدين كانت أوسع وأعم من القوانين التي طرحها الغرب لأن القوانين الغربية تقوم على الحرية الفردية أما الدين الحنيف فهو يقيم الإنسان باعتباره إنساناً ويحث على دمج المعاق في مجتمعه بغض النظر عن الصعوبات التي يواجهها.

 

حدثنا قليلاً عن مرحلة ما بعد الدكتوراه؟

بعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه عدت إلى أرض الوطن، وقد لاقيت كل الدعم والترحيب وتم تعييني كباحث قانوني في إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، والحمدلله العمل يسير على خير ما يرام وعلاقتي بزملائي علاقة طيبة تسودها روح المحبة والتعاون، وبالنسبة لعملي فإني أقوم به هنا من على مكتبي وباستخدام الكومبيوتر كأي موظف آخر، وباستخدام الأجهزة المعينة بإمكان الكفوفين التعامل مع الكومبيوتر بسهولة فالتكنولوجيا ساهمت إلى حد كبير في تيسير عمل الأشخاص من ذوي الإعاقة وحياتهم بشكل عام.

 

هل لك أن تطلعنا أكثر على طبيعة عملك؟

بعد أن صادقت دولة الإمارات العربية المتحدة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة بات من أهم الأدوار التي تقوم بها الإدارة في وزارة الشؤون الاجتماعية هو التنسيق مع الجهات المعنية لتطبيق التشريعات الخاصة بالاتفاقية، حيث أقدم الاستشارة القانونية لمختلف هذه الجهات.

 

هل يقتصر عملك على المهام المكتبية وحسب؟

أبداً، فأنا ألبي دعوة مختلف الجهات والمؤسسات لإلقاء المحاضرات التوعوية بحقوق الاشخاص من ذوي الإعاقة وألاقي كل التشجيع من الإدارة والزملاء، وغالباً ما يكون تأثير هذه المحاضرات التي ألقيها طيباً لدى مختلف الشرائح المجتمعية المستهدفة سواء في المدارس أو الجامعالت أو مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة.

 

ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

أبرز الصعوبات التي واجهتني كانت خلال المرحلة ما بين الماجستير والدكتوراه، فلقد كان تأمين عمل صعباً جداً بسبب النظرة المسبقة و النمطية للشخص من ذوي الإعاقة وأنه غير قادر على العمل، فالمجتمع لم يتقبل فكرة أن يكون الكفيف في ميدان العمل يداً بيد مع أخيه المبصر، لكن هذا الأمر لم يثبطني بل على العكس زاد من إصراري على استكمال التعليم والحصول على شهادة الدكتوراه، كي أثبت لنفسي وللجميع أن الشخص الكفيف قادر على الحصول على أعلى المراتب العلمية والانخراط في المجال العملي أسوة بأقرانه من غير المعاقين.

 

هل لنا أن نعرف قليلاً عن حياتك العائلية لو تفضلت؟

أنا متزوج ولدي ابنتان (شيخة ومريم) وأحيا حياة عائلية طبيعية أزور الأهل والأصدقاء ويزوروني، أذهب برفقة عائلتي إلى المراكز التجارية والحدائق العامة والحمد لله فإن الأمور على خير ما يرام، وأريد أن أذكر هنا أن الأصل دائماً في تفوق الشخص من ذوي الإعاقة يعود بعد الله عز وجل إلى عائلته التي تربى في كنفها فالثقافة والوعي عند أسرة الشخص المعاق هما الاساس في تنشئته تنشئة قويمة وصالحة، بحيث ينخرط في مجتمعه ويندمج مع أقرانه بكل ثقة وبما يتيح له أن يعبر عن ذاته دون خجل أو مواربة.

 

ماذا عن الأصدقاء؟

لدي العديد من الاصدقاء الذين أتواصل معهم على الدوام سواء في الإمارات أو في السعودية أو في بريطانيا، كما لدي صداقات تعود لمرحلة الطفولة، كما أني أهوى الرحلات والسفر والحمد لله فإن التقنيات الحديثة تسهل كثيراً على الأشخاص من ذوي الإعاقة عملية التنقل والتواصل مع الآخرين.

 

ختاماً هل هناك من رسالة تود توجيهها للمجتمع؟

أريد أن أوجه رسالة إلى أولياء أمور الأشخاص من ذوي الإعاقة وأقول لهم إن مستقبل ابنهم المعاق يعتمد بشكل رئيسي على طريقة تربيتهم وتعليمهم له، فإن شعروا بالخجل من وجوده بينهم وعاملوه بطريقة سيئة فحكماً سيكون المستقبل أمامه قاتماً، أما إن احتضنوه وآمنوا بمواهبه وقدراته وشجعوه على التفوق والإبداع فإنه سيحقق النتائج الطيبة التي تجعله فخوراً بنفسه وتجعلهم فخورين به.

 

 

بتاريخ: السبت 23-01-2016 02:23 مساء  الزوار: 2060    التعليقات: 0



محرك البحث


بحث متقدم
المتواجدون حالياً
المتواجدون حالياً :2
عدد الزيارات : 5819153
عدد الزيارات اليوم : 1055